للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَمْرَةَ العَقَبَةِ مِنْ بَعْدِ طُلُوعِ الشَّمْسِ" (١)).

المسلم إذا وصل إلى منى فإن أول عمل يقوم به هو رمي جمرة العقبة المعروفة، وسميت جمرة العقبة (٢) بهذا الاسم لوجود عقبة فيها وهي جبل.

وقد كان هذا المكان موضع ازدحام، ويتأثر المسلمون به، وربما سقط بعض الناس فيه، وقد تذهب أنفس أيضًا؛ فلأجل مَنْع ذلك قام القائمون على أمر هذه الدولة -جزاهم اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خيرًا- على تهيئة الأمر، وصار الرمي من بطن الوادي، ومن أعلى.

وكان عمر -رضي اللَّه عنه- (٣) قد رمى كذلك من الأعلى؛ فكانت سُنَّة.

ولكن الأفضل (٤) أن تكون مكة عن يسار الرامي، ومنى عن يمينه؛


(١) أخرجه مسلم (٣١١٩) عن جابر قال: "رمى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس".
وقال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رمى يوم النحر جمرة العقبة بعد طلوع الشمس". وانظر: "الإجماع"، لابن المنذر (٧١).
(٢) انظر: "البناية شرح الهداية"، لبدر الدين العيني (٤/ ٢٣٩)، قال: "فيبتدئ بجمرة العقبة -الجمرة- الحجر الصغير، وجمعها الجمار، وبها سُمِّيت المواضع التي يرمى جمار أو حجار أو حجرات لما بينهما من الملابسة. وقيل: لجمع ما هنالك من الحصى من تجمر القوم إذا اجتمعوا، وسميت جمرة العقبة لأنها جبل في طريق منى". وانظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"، لابن الأثير (١/ ٢٩٢)، و"المطلع على ألفاظ المقنع"، للبعلي (١٩٩)، وتهذيب اللغة (١/ ١٨٥)، و"المغني"، لابن قدامة (٥/ ٢٩١).
(٣) يُنظر: "الإشراف"، لابن المنذر (٣/ ٣٢٦)، قال: "وقد روينا عن عمر أنه جاء والزحام عند الجمرة فصعد فرماها من فوقها".
(٤) أخرج البخاري (١٧٤٨)، ومسلم (٣١١٢) عن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه-: "أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى، جعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ورمى بسبع، وقال: هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة -صلى اللَّه عليه وسلم-".

<<  <  ج: ص:  >  >>