للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمْ "أَنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- رَمَى الْجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ" (١)).

* قوله: (وَالسُّنَّةُ عِنْدَهُمْ فِي رَمْيِ الْجَمَرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يَرْمِيَ الْجَمْرَةَ الْأُولَى فَيَقِفَ عِنْدَهَا وَيَدْعُوَ، وَكَذَلِكَ الثَّانِيَة وَيُطِيلَ الْمَقَامَ، ثُمَّ يَرْمِيَ الثَّالِثَةَ، وَلَا يَقِفَ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي رَمْيِهِ"، وَالتَّكْبِيرُ عِنْدَهُمْ عِنْدَ رَمْيِ كُلِّ جَمْرَةٍ حَسَنٌ؛ لِأَنَّهُ يُرْوَى عَنْهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-) (٢).

يبتدئ بالجمرة الأولى، وهي أبعدُ الجَمراتِ من مكَّة، وتَلِي مسجد الخِيفِ، فيجعلها عن يسارِهِ، ويستقبل القِبلَةَ، ويَرْمِيهَا بسبعِ حَصياتٍ، كما


(١) أخرج مسلم (١٢٩٩) عن جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه-، قال: "رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رمى الجَمرة بمثلِ حَصى الخَذْفِ".
وأخرج مسلم (١٢٨٢): عن أبي سعيد، مولى ابن عباس، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس وكان رديف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا: "عليكم بالسكينة" وهو كاف ناقته، حتى دخل محسرًا وهو من منى قال: "عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة" وقال: لم يزل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يلبي، حتى رمى الجمرة.
(٢) أخرج البخاري (١٧٥٠) عن عبد الرحمن بن يزيد، أنه كان مع ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- حين رَمَى جمرة العقبة، فاستَبْطَنَ الوادِي حتى إذا حاذى بالشجرة اعتَرَضَها، فرمى بسبع حَصياتٍ يُكَبِّرُ مع كل حصاة ثم قال: "من هاهنا والذي لا إله غيره قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة -صلى اللَّه عليه وسلم-".
وأخرج مسلم (١٢١٨): عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: دخلنا على جابر بن عبد اللَّه، وفيه: ". . . فحول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر يَنْظر، حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلًا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثًا وستين بيده. . . ".

<<  <  ج: ص:  >  >>