للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصَفْنَا في جمرة العقبة، ثم يتقدم عنها إلى موضعٍ لا يُصيبُهُ الحَصَي، فيقف طويلًا يدعو اللَّه تعالى، رافعًا يديه، ثم يتقدَّم إلى الوسطى فيَجْعَلها عن يَمينِهِ، ويستقبل القِبلَةَ، ويرمِيها بسبعِ حَصياتٍ، ويفعل من الوقوف والدعاء كما فَعَل في الأُولى، ثم يرْمِي جمرةَ العقبةِ بسبعِ حَصياتٍ، ويستبطن الوادي، ويستقبل القبلة، ولا يقف عندها.

* قوله: (وَأَجْمَعوا عَلَى أَنَّ مِنْ سُنَّةِ رَمْي الْجِمَارِ الثَّلَاثِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَعْدَ الزَّوَالِ (١)، وَاخْتَلَفَوا إِذَا رَمَاهَا قَبْلَ الزَّوَالِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَقَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاءِ (٢): مَنْ رَمَاهَا قَبْلَ الزَّوَالِ أَعَادَ


(١) يُنظر: "الإقناع في مسائل الإجماع" لابن القطان (١/ ٢٧٩)؛ حيث قال: "ولا ترمى الجمار في أيام التشريق إلا بعد الزوال، وهي سنة عند الجميع لا خلاف فيها".
(٢) مذهب الأحناف، يُنظر: "الدُّر المختار وحاشية ابن عابدين" (٢/ ٥١٥)؛ حيث قال: "ووقته من الفجر إلى الفجر، ويُسن من طلوع ذكاء لزَوالها، ويباح لغُروبها، ويُكره للفجر".
مذهب المالكية، يُنظر: "الشرح الكبير وحاشية الدسوقي" (٢/ ٥٢)؛ حيث قال: " (و) ندب (رمي العقبة أول يوم طلوع الشمس)؛ أي: بعد طلوعها إلى الزوال حيث لا عُذْر له، وإلا استحب عقبه، (وإلا) يكن الرمي أول يوم بل ما بعده ندب (إثر الزوال قبل) صلاة (الظهر)، فمصَبُّ الندب قبل الظهر فلا ينافي أن دخول الزوال شرط صحة فيها".
مذهب الشافعية، يُنظر: "مغني المحتاج" للشربيني (٢/ ٢٧٦)؛ حيث قال: " (ويدخل رمي) كل يوم من أيام (التشريق بزوال الشمس) من ذلك اليوم للاتباع،. . . (ويخرج)؛ أي: وقته اختياري (بغروبها) من كل يوم، أما وقت الجواز فلا يخرج بذلك كما علم مما مر ومما سيأتي من أن الأظهر أنه لا يخرج إلا بغروبها من آخر أيام التشريق (وقيل يبقى إلى الفجر)؛ كالوقوف بعرفة، ومَحِلُّ هذا الوجه في غير اليوم الثالث، أما هو فيخرج وقت رميه بغروب شمسه جزمًا لخروج وقت المناسك بغروب شمسه".
مذهب الحنابلة، يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٢/ ٢٠٠)؛ حيث قال: " (وإن غربت الشمس) قبل رمي الجمرة (فـ) إنه يرميها (بعد الزوال من الغد) لقول ابن عمر: "من فاته الرمي حتى تغيب الشمس فلا يرم حتى تزول الشمس من الغد".

<<  <  ج: ص:  >  >>