للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُحْرِمِ فِيهِ الْجَزَاءُ. وَاخْتَلَفُوا فِي الْوَاجِبِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ (١) -رضي اللَّه عنه-: قَبْضَةٌ مِنْ طَعَامٍ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ (٢). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ (٣): تَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ).

هذا القول مشهور في كتب الأحناف، وهو ينظرون في هذا إلى المعنى أكثر من غيره.

(وَقَالَ الشَّافِعِيُّ (٤): فِي الْجَرَادِ قِيمَتُهُ. وَبِهِ قَالَ أَبُو ثَوْرٍ (٥) إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مَا تَصَدَّقَ بِهِ مِنْ حَفْنَةِ طَعَامٍ أَوْ تَمْرَةٍ فَهُوَ لَهُ قِيمَةٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (٦) أَنَّ فِيهَا تَمْرَةً مِتْلُ قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ رَبِيعَةُ (٧): فِيهَا صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ، وَهُوَ شَاذٌّ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ فِيهَا شُوَيْهَةً، وَهُوَ أَيْضًا شَاذٌّ).

شويهة: تصغير شاة، والجمع شياه بالهاء.


(١) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٤١٦): عن زيد بن أسلم، أن رجلًا جاء إلى عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين. إني أصبت جرادات بسوطي وأنا محرم. فقال له عمر: "أطعم قبضة من طعام".
(٢) يُنظر: "الذخيرة" للقرافي (٣/ ٣٣٧)؛ حيث قال: "قال ابن القاسم في الجراد قبضة من طعام".
(٣) يُنظر: "مختصر القدوري" (ص: ٧٣)؛ حيث قال: "ومن قتل جَرادَةً تصَدَّقَ بما شاء وتمرة خير من جرادة".
(٤) يُنظر: "الأم" للشافعي (٢/ ٢١٨)؛ حيث قال: قول عمر: "درهمان خير من مئة جرادة، يدل على أنه لا يرى في الجراد إلا قيمته".
(٥) لم أقف عليه.
(٦) أخرجه عبد الرزاق (٨٢٥٠): عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَدْنَى مَا يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ الْجَرَادُ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَهَا جَزَاءٌ، وَفِيهَا تَمْرَةٌ".
(٧) "المسالك في شرح موطأ مالك" لابن العربي (٤/ ٤٦٥)؛ حيث قال: "وقال رَبيعَة: في الجرادة صاعٌ من تمرٍ، وهو أهون الصَّيدِ، وأكثر العلماء على أنَّه عليه في الجرادة تمرةٌ، وقول رَبيعة لا يُلْتَفت إليه بوجهٍ؛ لأنَّه لم يَعْرِف الآثار الواردة في ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>