ومذهب الشافعية، يُنظر: "تحفة المحتاج" للهيتمي (٩/ ٢٤٢)، حيث قال: "ولا يقاتل من علمنا أنه لم تبلغه الدعوة". ومذهب الحنابلة، يُنظر: "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (١/ ٦٣٣)، حيث قال: "ويحرم قتال من لم تبلغه الدعوة قبلها". (١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (٢/ ٣٣٢، ٣٣٣) عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن أشياخ منهم قالوا: فينا واللَّه وفيهم -يعني: في الأنصار، وفي اليهود الذين كانوا جيرانهم- نزلت هذه القصة يعني: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} قالوا: كنا قد علوناهم دهرًا في الجاهلية ونحن أهل الشرك، وهم أهل الكتاب فكانوا يقولون: إن نبيًّا الآن مبعثه قد أظل زمانه، يقتلكم قتل عاد هارم. فلما بعث اللَّه تعالى ذكره رسوله من قريش واتبعناه، كفروا به. (٢) جاء في هذا المعنى ما أخرجه البخاري (٤٩٧١)، ومسلم (٢٠٨) عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، قال: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى صعد الصفا فهتف: "يا صباحاه"، فقالوا: من هذا؟، فاجتمعوا إليه، فقال: "أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلًا تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟ "، قالوا: ما جربنا عليك كذبًا، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" قال أبو لهب: تبًّا لك، ما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)}.