للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَثَبَتَ مِنْ فِعْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "أَنَّهُ كَانَ يُبَيِّتُ لِلْعَدُوِّ، وَيُغِيرُ عَلَيْهِمْ مَعَ الغَدَوَاتِ" (١)).

نعلم أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق؛ وهي قبيلة، أو حيّ من أحياء خزاعة.

وأما "خزاعة": فهي قبيلة كبيرة من قبائل العرب، وقد أغار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم، على غِرَّة منهم، أي: غفلة.

وكانت أنعامهم تُسقَى على الماء؛ فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم.

وكان ممن قد وقع في الأسر: جويرية ابنة الحارث، والتي صارت بعد ذلك إحدى زوجات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢).

قوله: (فَمِنَ النَّاسِ وَهُمُ الجُمْهُورُ (٣): مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ فِعْلَهُ


= قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، … ، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم … " الحديث.
(١) أخرجه البخاري (٢٥٤١)، ومسلم (١٧٣٠) عن ابن عمر قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون .... " الحديث.
(٢) أخرجه البخاري (٢٥٤١)، ومسلم (١٧٣٠) عن ابن عمر قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية".
(٣) مذهب الحنفية، يُنظر: "المبسوط" للسرخسي (١٠/ ٣١)، حيث قال: "ولا بأس أن يغيروا عليهم ليلًا أو نهارًا بغير دعوة".
ومذهب المالكية، يُنظر: "حاشية الدسوقي" (٢/ ١٧٦)، حيث قال: "وقيل: إنهم لا يدعون للإسلام أولًا إلا إذا لم تبلغهم دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، أما من بلغتهم فلا يدعون إلى الإسلام (قوله: ما لم يعاجلونا بالقتال)، أي: أو يكون الجيش قليلًا، ومن هذا كانت إغارة سراياه عليه الصلاة والسلام".
ومذهب الشافعية، يُنظر: "البيان في مذهب الإمام الشافعي" للعمراني (١٢/ ١٢١، ١٢٢)، حيث قال: "فإن قاتلهم قبل أن يدعوهم إلى الإسلام .. جاز؛ لـ: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غافلون"، ولأن الدعوة قد بلغتهم وإنما عاندوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>