فإذَا قيلَ لَكَ: هَذَا قَوْلُ الله -سبحانه وتعالى -، وقَوْل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَعَليك أن تُسلِّم إلى هذا الأمر، ولا تُقَدِّم قَوْلَ أَحَدٍ على قول الله -سبحانه وتعالى -، ولا علَى قول رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مَهْمَا كَانَ هذَا الإنسان الذي تَقْتدي به، لا ينبغي أن تقدِّمه على قول الله تعالى، ولَا علَى قَوْل رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى وَإنْ كان من الصَّحابة رضوان الله عليهم.
وإذا كنَّا لا نُقَدِّمُ قولَ الصَّحابة الذين زكَّاهم الله تعالى، وأثنى عليهم، وأيضًا زكَّاهم رسولُهُ - صلى الله عليه وسلم -، فما بالك بأقوال غيرهم، فلا يَنْبغي لطالب العلم أن يحملَه اتِّباع الهوى، أو التعصب لبعض العلماء أن يقولَ: فلان أَعْلَمُ منِّي فآخُذُ بقوله، وإلَّا لأَخَذنا بالاطِّراد فنقول: وفلانٌ أعلم من فلان … نحن دائمًا لدينا مقياس، طالب العلم - بل المُسْلم عمومًا - ينبغي أن يضع أمامَه مقياسًا لا ينبغي أن يشذَّ عنه، فكل أمرٍ ينبغي أن يَعْرضَه على كتاب الله - عز وجل -، وسُنَّة رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، فإن وَجَده فيهما فنِعِمَّا هي، وإنْ لم يجد، رَجَع إلى أقوال العلماء الَّذين وَهَبهم الله بسطةً في العِلْمِ، ورَزَقهم فيه، وهُمُ الَّذينَ قَالَ الله -سبحانه وتعالى -: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: ١١٤].