للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (وَخَرَّجَ أَيْضًا عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيِّ مِثْلَ قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ).

يعني: أن أبا داود خَرَّجَ هذا الحديث عن مجمع بن حارثة (١) الأنصاري بما يُستَدَلُّ به لقول أبي حنيفة، وهو: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى سهمًا للفرس وسهمًا لغيره" (٢).

وقد تَكَلَّمَ أبو داود عن هذا الحديث وذَكَرَ أن الذي وردَ فيه إنما هو ثمانية عشر سهمًا، وأن الرجال كانوا ألفًا وخمسمائة (٣).

وقال بعض العلماء: بل كانوا ألفًا وأربعمائة (٤)، وقال البعض: إن الفرسان كانوا مائتين لا ثلاثمائة، فإذا كان الفرسان مائتين، وكان الرجال ألفًا وثلاثمائة؛ فحينئذٍ يكون هذا الحديث موافقًا لأدلة الجمهور التي هي أقوى منه.

وقد اقتَصرَ المؤلِّفُ في ذِكر أدلة الجمهور بحديث ابن عمر - رضي الله عنهما -،


(١) جارية.
(٢) أخرجه أبو داود (٢٧٣٦) عن مجمع بن جارية الأنصاري، وكان أحد القراء الذين قرأوا القرآن، قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس قالوا: أوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجنا مع الناس نوجف، فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفًا على راحلته عند كراع الغميم، فلما أجتمع عليه الناس قرأ عليهم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)}، فقال رجل: يا رسول الله أفتح هو؟ قال: "نعم، والذي نفس محمد بيده إنه لفتح".
فقسمت خيبر على أهل الحديبية، فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ثمانية عشر سهمًا، وكان الجيش ألفًا وخمسمائة فيهم ثلاثمائة فارس فأعطى الفارس سهمين، "وأعطى الراجل سهمًا".
(٣) يُنظر: "السنن" لأبي داود (٣/ ٧٦)، حيث قال: "حديث أبي معاوية أصح والعمل عليه، وأرى الوهم في حديث مجمع أنه قال: "ثلاثمائة فارس". وكانوا مائتي فارس".
(٤) أخرجه البخاري (٤١٥٤) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية: "أنتم خير أهل الأرض" وكنا ألفًا وأربعمائة، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>