للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَخُصُّ جَمِيعَ الفَيْءِ لَا جُزْءًا مِنْه، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ - فِيمَا أَحْسَبُ - قَوْمٌ. وَخَرَّجَ مُسْلِمٌ عَنْ عُمَرَ قَالَ: "كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهِ المُسْلِمُونَ بِخَيْلٍ وَلَا رِكابٍ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَالِصَةً، فَكَانَ يُنْفِقُ مِنْهَا عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَةٍ، وَمَا بَقِيَ يَجْعَلُهُ فِي الكُرَاعِ) (١).

والكراع إنما يُقصَد به: الخيل والبغال والحمير (٢).

والقول الآخر وهو المنصرف أكثر: أنه يختص بالخيل (٣).

قوله: (وَالسِّلَاحِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ).

وفي الحديث دلالةٌ على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ أربعة أخماس الفيء.

قال المصنف - رحمه الله -:


= يسقط وأحد منهما بالآخر، ثم يدل على أبي حنيفة أن ما يملك من المشركين لم يكن جميعه خمسًا كالغنيمة، ثم يدل عليها أنه لما كان أربعة أخماس الغنيمة ملكًا للغانمين للوصول إليها بالرعب من المقاتلة وجب أن يكون أربعة أخماس الفيء ملكًا للرسول الله - صلى الله عليه وسلم - للوصل إليه بالرعب منه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نصرت بالرعب فالعدو يرهبني مسيرة شهر أو شهرين".
(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) الكراع: الخيل والبغال والحمير. انظر: "المغرب"، للمطرزي (ص ٤٠٦).
(٣) قال الليث: "الكراع: اسم يجمع الخيل والسلاح إذا ذكر مع السلاح". "تهذيب اللغة"، للأزهري (١/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>