للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنُ حَبِيبٍ: "لَا يَجْزِي". وَقِيلَ: الوَسَطُ مِنَ الإِدَامِ: الزَّيْتُ. وَقِيلَ: اللَّبَنُ وَالسَّمْنُ وَالتَّمْرُ" (١)).

من فروع هذه المسألة: اختلافهم فيما لو أخرجها من دقيق أو خبز؛ فهل يكفيه إخراجه قفارًا (٢)، أي: ليس معه شيء أم لا بد من إضافة ما يؤتدم به من زيت أو عسل أو لحم ونحوه؟

فذهب ابن حبيب من المالكية إلى أنه لا يجزئ الخبز قفارًا.

واختلفوا في الوسط من الإدام، فقال ابن عمر فيما نقله عنه أحمد أنه قال في تفسير هذه الآية: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}: "هو التمر واللبن وروي عنه أنه قال: "السمن وروي عنه: "الخبز والزيت والخبيز والسمن".

وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "هو الخبز واللحم".

ولا شك أن اللحم أجود هذه الأنواع.

وسئل شريح عنه فقال: "هو الخبز والخل. قيل: فما بال الخبز واللحم؟ قال: ذاك أغلاه" (٣).


(١) يُنظر: "شرح مختصر خليل" للخرشي (٣/ ٥٩). حيث قال: "ويندب أن يكون ذلك بأُدم من لحم أو لبن أو زيت أو بقل أو قطنية، ويجزئ قفار على الأصوب، قاله ابن ناجي، وهو مذهبها خلافًا لابن حبيب".
(٢) القفار: الطعام بلا أدم وأقفر الرجل: إذا أكل الخبز وحده، من القفر والقفار، وهي الأرض الخالية التي لا ماء بها. وجمعه: "قفار". انظر: "النهاية" لابن الأثير (٤/ ٨٩).
(٣) يُنظر: "المغني" لابن قدامة (٩/ ٥٤٠). حيث قال: "روى الإمام أحمد، في كتاب (التفسير)، بإسناده عن ابن عمر: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}. قال: الخبز واللبن. وفي رواية عنه، قال: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}. الخبز والتمر، والخبز والزيت، والخبز والسمن".
وقال أبو رزين: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}: خبز وزيت وخَل. وقال الأسود بن يزيد: الخبز والتمر. وعن علي: الخبز والتمر، الخبز والسمن، الخبز واللحم. وعن ابن سيرين، قال: كانوا يقولون: أفضله: الخبز واللحم، وأوسطه الخبز والسمن، وأخسه: الخبز والتمر. وقال عبيدة: الخبز والزيت.=

<<  <  ج: ص:  >  >>