للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَالعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي).

العجفاء بمعنى الهزيلة، "لا تُنْقي" أي: ضعف مخها (١)؛ لأنها هزيلة جدًّا، ليس لديها القوة التي تدفعها أن تُسَايرَ غيرها من الحيوانات، فإذا ذَبَحها الإنسان، وجدَ اللحم قليلًا، وما يظهر فيها من العظام إنما هي عظام متجمعة، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: ٣٢]، وقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: " … إنَّ اللَّهَ طَيبٌ لا يَقْبل إلا طَيبًا" (٢).

إذًا، على المسلم أن يختار الشاة أو الكبش السمين، فإنه سيخرجه للّه سبحانه وتعالى.

قوله: (وَكَذَلِكَ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَا كانَ مِنْ هَذِهِ الأَرْبَعِ خَفِيفًا، فَلَا تَأْثِيرَ لَهُ فِي مَنْعِ الإِجْزَاءِ) (٣).

وقد نبَّهنا على اليسير من ذَلك، فلا تأثيرَ له.


(١) تقدَّم.
(٢) أخرجه مسلم (١٠١٥).
(٣) مذهب الحنفية، يُنظر: "الدر المختار وحاشية ابن عابدين" (٦/ ٣٢٣) حيث قال: "قال القهستاني: واعلم أن الكل لا يخلو عن عيب، والمستحب أن يكون سليمًا عن العيوب الظاهرة، فما جوَّز ههنا جوَّز مع الكراهة".
مذهب المالكية، يُنظر: "الشرح الكبير" للشيخ الدردير و"حاشية الدسوقي" (٢/ ١٢٠) حيث قال: " (كبين مرض)، أي: مرض بَيِّن فلا تجزئ، وهو ما لا تتصرف معه تصرف السليمة بخلاف الخفيف (و) بين (جرب وبشم)، أي: تخمة بخلاف خفيفهما".
ومذهب الشافعية، يُنظر: "نهاية المحتاج" للرملي (٨/ ١٣٦) حيث قال بعد ذكر العيوب: " (ولا يضر يسيرها)، أي: يسير الأربعة لعدم تأثيره في اللحم".
ومذهب الحنابلة، يُنظر: "مطالب أولي النهى" للرحيباني (٢/ ٤٦٦) حيث قال:، "فإن كان على عينها بياض، ولم يذهب أجزأت؛ لأن عورها ليس ببَيِّن، ولا ينقص به لحمها".

<<  <  ج: ص:  >  >>