للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مر إلى غيرها وإلى عكسها (١)، لكن القصد مطلوب، إذن النية مطلوبة في هذا المقام أن ينوي الإنسان بهذه الذبيحة أنها أضحيه لا أنه يريد أن يذبحها ليأكل ونحو ذلك.

• قوله: (فَمَنْ أَوْجَبَ قَالَ: عِبَادَةٌ، لاشْتِرَاطِ الصِّفَةِ فِيهَا وَالعَدَدِ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مِنْ شَرْطِهَا النِّيَّةُ).

اشترط العلماء صفات تشترط في الذبيحة، هذه الصفات تتعلق أحيانًا بنفسها، كألا تكون عرجاء بيِّنًا عرجها، ولا عوراء بيِّنًا عورها، ولا مريضة بيِّنًا مرضها، وتتعلَّق بالسن أحيانًا، وتتعلَّق بالعدد، أي: أن تذبح في أيام معدودات في أيام معلومات (٢).

• قوله: (وَمَنْ لَمْ يُوجِبْهَا قَالَ: فِعْلٌ مَعْقُولٌ، يَحْصُلُ عَنْهُ فَوَاتُ النَّفْسِ الَّذِي هُوَ المَقْصُودُ مِنْه، فَوَجَبَ أَلَّا تُشْتَرَطَ فِيهَا النِّيَّةُ كمَا يَحْصُلُ مِنْ غَسْلِ النَّجَاسَةِ إِزَالَة عَيْنِهَا).

المقصود من الذبيحة هو أكلها بعد إزهاق روحها؛ ولذلك قالوا: سميت السكين بالمدية؛ لأنها تودي بالذبيحة؛ أي: تنهي مدتها (٣)، وهناك غرض آخر من الذبح وهو: أنك تتقرب بها إلى الله - سبحانه وتعالى - لذلك ينبغي أن تخصص في الذبح وتحدد نيتك، إن كانت هديًا أو أضحية أو صدقة ونحو ذلك، فالتعيين مطلوب.

وأما النجاسة فلا يشترطون فيها النية؛ لأن المقصود منها إنما هو ذهاب العين، بخلاف الوضوء والتيمم والغسل … فالنية شرط في صحتهم (٤).


(١) تقدَّم في كتاب الضحايا.
(٢) تقدَّم في كتاب الضحايا.
(٣) قال الفارسي: "قال أبو إسحاق: سمِّيت مدية لأن انقضاء المدى يكون بها، قال: ولا يعجبني". انظر: "تاج العروس"، للزبيدي (٣٩/ ٥١٤).
(٤) تقدَّم في مواضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>