للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أناسٍ أمضوا أوقاتهم في تتبع الصيد، وربما تمضي عليه ساعات النهار وهو ينتقل من مكان إلى مكان فلا يدري إلا وقد قامت عليه الشمس، وجاء في الأثر: "من تَتَبَّعَ الصيدَ فُتِنَ" وهذا يعرفه الذين اشتغلوا بالصيد، فإنه يأخذ أوقاتهم، وهذا قد عرف عن العرب منذ أيام الجاهلية، فكانوا يذهبون وراء الصيد فتعلقوا به، وتعلقت نفوسهم به حتى ذكروه كثيرًا في أشعارهم وامتدحوه وتمجدوا به.

قال المصنف رحمه الله تعالى: (وَشُرُوطُ الْقَانِصِ هِىَ شُرُوطُ الذَّابِحِ نَفْسِهِ).

ما هي شروط الذابح؟ والجواب:

أولًا: أن يكون غيرَ مجوسِيٍّ أو وثني.

ثانيًا: وألَّا يكون مجنونًا.

ثالثًا: مكلفًا، أيَّ: عالمًا بحكم ذلك.

أن يكون مسلمًا أو كتابيًا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في أهل الكتاب: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة: ٥] والمراد بالطعام هنا إنما هي الذبائح والصيد.

فلا بد أن تتوفر في الصائد الشروط التي تتوفر في الذابح، وأن يذكر اسم الله سبحانه وتعالى، وأن يقصد الصيد.

قوله: (وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الذَّبَائِحِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا وَالْمُخْتَلَفِ فِيهَا).

قصد المؤلف: أن هناك شروطًا متفقًا عليها، وهناك شروطٌ مختلفٌ فيها، فمن الشروط المتفق عليها ألا يكون الذابح مجوسِيًّا ولا وثنيًا وكذلك لا يكون مجنونًا، لكن الصبي مختلفٌ فيه (١)،


(١) مذهب الحنفية ينظر: "حاشية ابن عابدين" (رد المحتار) (٦/ ٢٩٧)، حيث قال: "قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>