للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقولون الزمان به فسادُ … وهم فسدوا وما فَسَدَ الزَّمان (١)

لكن الأحوال قد تغيَّرَتْ وتبدَّلَتْ، وكلنا نسمع عن المصائب، فهذا ابنٌ قد يعتدي على والده بالضَّرْب، وذاك بالشتم، وأشنع من ذلك وأخطر أن يقتله، فهل هناك بعد الشرك مصيبة أكبر من هذه المصيبة، نسأل الله سبحانه وتعالى العفو والعافية، هذا كله إنما هو بسبب البُعْدِ عن عبادة الله سبحانه وتعالى. الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إياكم ومُحْدَثاتُ الأمورِ، فإن كلَّ مُحدَثةٍ بِدعة، وكلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار" (٢) إذن المراد بالعقيقة هي: الذبيحة التي تذبح عن الغلام أو الجارية، ومن أهل اللغة من يقول: إن الأصل في العقيقة هو هذا الشَّعْرُ الذي يولد المولود وقد نبت على رأسِهِ (٣)، فإنه يحلق برفق، فقالوا: هذا من باب تسمية الشيء بسببه أو بمجاوره، هكذا يقولون، وبعض العلماء أنكروا ذلك وقالوا: إن المقصود أصلًا بالعقيقة هي الذبيحة كما جاء في الحديث: "كلُّ مولودٌ مرتَهَنٌ بعقيقتِهِ" (٤) أي: محبوسٌ (٥) بعقيقته، وجاء أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - "قد عَقَّ عن الحسنِ والحُسَين، وحلق شَعْرَهُما، وتصدق بوزنه ورِقًا (٦) " (٧) أي: فضة (٨)، هذه كله يحتاج


(١) ينسب لأبي مياس الشاعر: انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٨٨).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٦٠٧)، وصححه الألباني في "المشكاة" (١٦٥).
(٣) تقدم.
(٤) أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في المعجم الكبير (٧/ ٢٢٤)، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كل مولود مرتهن بعقيقته، يذبح عنه يوم سابعه، ويسمى، ويحلق". والحسن مدلس لكن ثبت سماعه من سمرة في حديث العقيقة، لذا صححه الألباني في: "إرواء الغليل" (١١٦٥).
(٥) قال ابن منظور: "معناه أن أباه يحرم شفاعة ولده إذا لم يعق عنه". ينظر: "لسان العرب" (١٠/ ٢٥٨).
(٦) الورق: الدرهم المضروبة، وكذلك الرقة. "الصحاح" للجوهري (٤/ ١٥٦٤).
(٧) أخرجه أبو داود (٢٨٤١)، وصححه الألباني في "الإرواء" (١١٦٤).
(٨) أخرجه الترمذي (١٥١٩) ولفظه: "عق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن بشاة وقال: "يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة" قال: فوزنته فكان وزنه درهمًا أو بعض درهم". وحسنه الألباني في الإرواء (١١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>