للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الرجال الأحرار البالغون، يعني: لو أن لك ولدًا لا تلزمه على أن يتزوج فلانة، أو ابنة أو أختًا ثيبًا بمعنى: تزوجت وطلقت أو مات عنها زوجها، ليس لك أن تجبرها.

معنى بالألفاظ: أي: النطق؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن" قيل: يا رسول الله فيكف استئذانها؟ فقال: "أن تسكت" (١).

إذن الكبيرة الثيب تَردُّ، فتقول: نعم أو لا، لأنها دخلت في أمر الزواج وعرفت حلوه ومره وجربته، فلا بد أن تصرح بذلك، وسيأتي في قصة ابنة مظعون عندما زوجها عمها فأبت هي وأمها، فذهبتا تشتكيان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقرهما على ذلك، وفي قصة الفتاة التي جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاكية، وقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته (٢)؛ يعني: رجل فيه نقص وقصور، فأراد أن يحافظ هذا الرجل على ابن أخيه بأن يزوجه ابنته، وهذه البنت من منطقها أنها ذكية، قالت: ليرفع بي خسيسته، فترك الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأمر إليها، فقالت: إني أقررت ما صنع أبي غير أني أردت أن أعلم ما للنساء من حقوق (٣)، أرادت أن تتأكد


(١) أخرجه البخاري (٥١٣٦)، ومسلم (١٤١٩) عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن" قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت".
(٢) الخسيس: الدنيء. والخسيسة والخساسة: الحالة التي يكون عليها الخسيس. يقال: رفعت خسيسته ومن خسيسته: إذا فعلت به فعلًا يكون فيه رفعته. يُنظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (٢/ ٣١).
(٣) أخرجه النسائي (٣٢٦٩) عن عائشة: أن فتاة دخلت عليها فقالت: "إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة، قالت: اجلسي حتى يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فأرسل إلى أبيها فدعاه، فجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله، قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن أعلم أللنساء من الأمر شيء".
وضعفه الألباني في "غاية المرام" (ص ١٤٤).
وفي رواية أخرجها أحمد في "مسنده" (٢٦٧٨٨) عن مجمع بن يزيد، قال: "زوج =

<<  <  ج: ص:  >  >>