هذه مُحرمات جاء التنصيص عليها، وهي بحاجة للبيان، فالله سبحانه وتعالى أبهم أكثرها.
ولذلك أُثِرَ عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال:"أبهموا ما أبهمه القرآن"(١).
فنجد أن بعضها جاءت مبهمة، أي: مطلقة، وبعضها جاء تقييدها بكلمات فهل هي مقصودة أو لا؟ بعضها مقصودة كقوله تعالى:{وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ}[النساء: ٢٣]. فـ {فِي حُجُورِكُمْ} غير مُعتبرة، {اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} مُعتبرة، وسيأتي الكلام عنها إن شاء الله تعالى تفصيلًا وبيانًا.
فقوله:(نسب) النسب: هم قرابة الإنسان عن طريق النسب أصوله وكذلك فروعه وحواشيه، هؤلاء هم أقاربه من حيث النسب، فالأم وإن
(١) قال الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (١٨٧٨): "لم أقف على إسناده بهذا اللفظ. وقد علقه ابن كثير بصيغة التمريض بنحوه، فقال في "تفسيره" (٢/ ٣٩٣): وروى عنه أنه قال: إنها مبهمة، فكرهها. وهذا قد وصله البيهقي (٧/ ١٦٠) من طريق عبد الله بن بكر حدثنا سعيد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: هي مبهمة وكرهه. قلت: وهذا سند صحيح على شرط البخاري".