للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرتين، صلَّى به في اليوم الأول كل صلاةٍ في أول وقتها، وصلَّى به في التالي كل صلاةٍ في آخر وقتها" (١)

شرح الحديث:

يعني أمَّ جبريل عَلَيْهِ السَّلَام رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلوات الخمس على التالي:

(١) في صلاة الظهر: أَمَّه في اليوم الأول عندما زالت الشمس، وفي اليوم الثاني أخَّر ذلك حتى أبرد بها.

(٢) وفي صلاة العصر: أمَّه في اليوم الأول حين صار ظل كل شيءٍ وفي اليوم الثاني حين صار ظل كل شيءٍ مثليه.

(٣) وفي صلاة المغرب: أمَّه في اليوم الأول والثاني في وقت واحد.

(٤) وفي صلاة العشاء: أمَّه في اليوم الأول والثاني في وقتين مختلفين.

(٥) وفي صلاة الفجر: أمَّه في اليوم الأول والثاني في وقتين مختلفين، فمرةً أغلس- أو غلَّس (٢) - بها، ومرة أسفر (٣) بها.


(١) أخرجه أبو داود (٣٩٣)، ولفظه: عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَمَّني جبريل عَلَيْهِ السَّلَام عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس، وكانت قَدْر الشراك، وصلى بي العصر حين كان ظله مثله، وصلى بي (يعني: المغرب) حين أفطرَ الصائم، وصلَّى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، فلما كان الغد، صَلَّى بي الظهر حين كان ظلُّهُ مثله، وصلى بي العصر حين كان ظلُّهُ مثليه، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء إلى ثُلُث الليل، وصلَّى بي الفجر فأسفر"، ثمَّ التفت إليَّ فقال: "يا مُحمَّد، هذا وَقْتُ الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين"، وصَحَّحه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (٢٤٩).
(٢) "الغلس": ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٣/ ٣٧٧).
(٣) "الإسفار": الإضاءة، "وأما الإسفار، فهما إسفاران:=

<<  <  ج: ص:  >  >>