للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وقعت (١)، فقول العالمين الجليلين على العين والرأس لكن لا نترك كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقول أحدٍ.

والرسول - صلى الله عليه وسلم - أرسل أصحابه يحذرهم من الظلم (٢)، ويبين لهم المهمة التي أنيطت بهم، وأنَّ الله - سبحانه وتعالى - عندما اختارهم إنما اختارهم لهداية الخلق، وبين لهم أن هداية الخلق والدعوة إلى دين الله إنما تحتاج إلى الحكمة إلى الموعظة الحسنة، فالشريعة لها أصولٌ ولها قواعد ثابتة مستقرةٌ، من بينها اليسر والتخفيف، فالله - سبحانه وتعالى - رفع عنا الإصر والأغلال التي كانت على الأمم السابقة، فهذه نعمةٌ أنعم الله تعالى بها علينا، وهي من النعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى على هذه الأمة.

نعم الله على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -:

١ - فقد خصها الله بمحمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، هذا النبي الكريم، خاتم الأنبياء وأفضلهم.

٢ - وجعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.

ويجب على هذه الأمة أن تدرك هذه الفضائل، وأن تشكر من أنعم وتفضل وأحسن بها، الله علام الغيوب علينا أن نشكره - سبحانه وتعالى - على أن بعثنا في آخر الزمان، وجعلنا خير أمةٍ أخرجت للناس، فعلينا أن نقوم بالرسالة التي حمَّلنا إياها، بأن نصلح أنفسنا أولًا، ثم بعد ذلك نسعى لإصلاح ودعوة إخواننا المؤمنين إلى الخير، وأن نحبَّ لإخواننا ما نحب لأنفسنا،


(١) ومن ذلك على سبيل المثال إخباره عن خروج الكذابين مدعين النبوة وأنها علامةٌ من علامات الساعة، وقد وقعت بخروج مسيلمة وغيره، كما أخرج مسلم (١٥٧): "لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجالون كذابون قريبٌ من ثلاثين؛ كلهم يزعم أنه رسول الله".
(٢) أخرج مسلم (٢٥٧٨) عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "اتقوا الظلمَ، فإنَّ الظلم ظلماتٌ يوم القيامة".

<<  <  ج: ص:  >  >>