يَظْهَر لي -واللّهُ أَعْلَم- أن المؤلفَ يميل إلى تَضْعيف هذه الأقوال، فَهَذا هو الظاهر من كلامه؛ لتصديره إياها بهذه الكلمة التي تدلُّ على التمريض، خاصةً وأن هذه الأقوال لا أساس لها، لا من النصوص، ولا من التجربة والعادة.
يُشِيرُ المؤلف رَحِمَهُ اللهُ إلى اختلاف دم الحامل حسب اختلاف المرأة نفسها؛ صحةً وضعفًا، فبعض النساء يهبهن الله سبحانه وتعالى قوةً في الجسم، وصحةً في البدن، وبعضهن لَسْنَ كَذَلك؛ فيظهر أثر ذَلكَ على الدم الذي يخرج منها في الحالتين.
فالدم الذي يخرج أثناء صحتها وقوتها: هو دم الحيض.
والدم الذي يخرج أثناء ضعفها ومرضها: هو دم استحاضة، وهو دم فساد.
(١) يُنظر: "النوادر والزيادات" لابن أبي زيد (١/ ١٣٧) حيث قال: "وقال مطرف عن مالك: تجلس في أول شهور الحمل أيامها والاستظهار، وفي الثاني تثني أيام حيضتها ولا تستظهر، وفي الثالث تجلس مثل أيامها ثلاث مرات، وفي الرابع تربعها هكذا حتى تبلغ ستين ليلة، ثم لا تزيد. وقول أشهب أحبُّ إلى ابن حبيب، وأنكر ابن الماجشون في المجموعة قول مطرف هذا الذي ذكر ابن حبيب، وقال: ليس بقول مالكٍ … وهذا خطأٌ، ولا تكون نفساء إلا عند ولادة".