للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنافع تختلف عن بعضها في الصنعة، كأن تعد الفول مثلًا ليس كاللوبيا، ولا الأرز كالعدس، وَلكلٍّ طريقةٌ.

قَوْله: (فَمَنْ غَلَّبَ الاتِّفَاقَ قَالَ: صِنْفٌ وَاحِدٌ) (١).

وَهذا هو الظاهر حقيقةً.

قوْله: (وَمَنْ غَلَّبَ الاخْتِلَافَ قَالَ: صِنْفَان أَوْ أَصْنَافٌ، وَالأُرْز، وَالدُّخْن، وَالجَاوَرْسُ عِنْدَهُ صِنْفٌ وَاحِدٌ) (٢).

الجَاوَرْس قيل: إنه نوعٌ من الحبوب يشبه الذرة في شكلها، لكن حَبه أصغر منها، وقيل: هو نوعٌ من الدُّخْن (٣)، فهو - إذن - يتردد بينهم، وهذا وذاك من الأموال التي يدخلها الربا.

قَوْله: (مَسْأَلَةٌ: وَاخْتَلَفُوا مِنْ هَذَا البَابِ فِي الصِّنْفِ الوَاحِدِ مِنَ اللَّحْمِ الَّذِي لَا يَجُوزُ فِيهِ التَّفَاضُلُ).

هنا يتكلم المؤلف عن اللحم، وهو من الأمور المهمة التي


(١) "مختصر القدوري" (ص ٨٧) قال: "ويجوز بيع اللحمان المختلفة بعضها ببعض متفاضلًا، وكذلك ألبان البقر والغنم، وخل الدقل بخل العنب ويجوز بيع الخبز بالحنطة والدهن متفاضلًا".
ويُنظر: "فتح الوهاب" (١/ ١٩٠) قال: "كما تؤخذ الثلاثة من الخبر الآتي، فإنه نص فيه على البر والشعير، والمقصود منهما التقوت، فألحق بهما ما في معناهما كالفول والأرز والذرة، وعلى التمر".
ويُنظر: "الإنصاف" للمرداوي (٥/ ١٣) قال: "كل شيء اجتمع فيه الكيل والوزن والطعم من جنس واحد فيه الربا … كالأرز والدخن والذرة والقطنيات والدهن واللبن … وما عدم فيه الكيل والوزن والطعم، أو اختلف جنسه، فلا ربا فيه".
(٢) "الفروق"، و"تهذيب الفروق" للقرافي (٣/ ٢٦٢) قال: "الأرز والدخن والذرة عند مالك صنف واحد … ولكن المذهب أنها أجناس يجوز الفضل بينه".
(٣) "الجاروس": حبٌّ معروف يؤكل مثل الدخن، معرب "كاورس"، وهو ثلاثة أصناف، أجودها الأصفر الرزين، وهو يشبه بالأرز في قوته، وأقوى قبضًا من الدخن. "تاج العروس" للزَّبيدي (١٥/ ٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>