(٢) الصحيح أنه أكله كما أخرجه البخاري (٢٥٧٢)، ومسلم (١٩٥٣/ ٥٣) عن أنس - رضي الله عنه - قال: "أنفجنا أرنبًا بمر الظهران، فسعى القوم، فلغبوا، فأدركتها، فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة، فذبحها، وبعث بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوركها أو فخذيها - قال: فخذيها لا شك فيه- فقبله"، قلت: وأكل منه؟ قال: وأكل منه، ثم قال بعد: قبله. وأما حديث تركه، فجاء فى ابن ماجه (٣٢٤٥)، وغيره عن خزيمة بن جزء، قال: قلت: يا رسول الله، جئتك لأسألك عن أحناش الأرض؟ ما تقول في الضب؟ قال: "لا آكله، ولا أحرمه"، قال: قلت: فإني آكل مما لم تحرم، ولم يا رسول اللّه؟ قال: "فقدت أمة من الأمم، ورأيت خلقًا رابني"، قلت: يا رسول اللّه، ما تقول في الأرنب؟ قال: "لا آكله، ولا أحرمه"، قلت: فإني آكُلُ مما لم تُحرِّم، ولم يا رسول اللّه؟ قال: "نبئت أنها تدمى"، وضعفه الأَلْبَانيُّ. (٣) كما أخرجه البخاري (٥٣٩١)، ومسلم (١٩٤٦/ ٤٤)، عَنْ خالد بن الوليد، أنه دخل مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على ميمونة، وهي خالته وخالة ابن عباس، فوجد عندها ضبًّا محنوذًا، قد قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان قَلَّما يقدم يده لطعام حتى يحدث به، ويسمى له، فأهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده إلى الضب، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قدمتن له، هو الضب يا رسول اللّه، فرفع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يده عن الضب، فقال خالد بن الوليد: أحرام الضب يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكن لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه"، قال خالد: فاجتررته فأكلته، ورسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليَّ.