للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضٍ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى" (١).

إِذَا فَخَرْتَ بِآبَاءٍ لَهُمْ شَرَفٌ … لَقَدْ صَدَقْتَ وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُوا

أَبِي الإِسْلَامُ لَا أبَ لِي سِوَاهُ … إِذَا افْتَخَرُوا بِقَيْسٍ أَوْ تَمِيمِ (٢)

هذا هو شعارُ الإسلامِ، فليسَ للإنسانِ أن يفتخِرَ بقبيلَتِهِ، ولا عائلته، وإنما عليه أن يفتخر ويعتز بالإسلام، فهذا هو موضع الفخر، فالإسلام لا يفرق بين لون ولون، ولا بين لغة ولغة، ولا بين جنس وجنس، ولا بين قوم وقوم، وإنما هناك كلمة تجمع المسلمين، وهي التي توضع في الميزان يوم القيامة، ألا وهي كلمة: "لا إله إلا الله"، والتي قال عنها رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) دَخَلَ الجَنَّةَ" (٣)، فما ألذَّها وما أعظْمَها، وما أكثر ما تشتمل عليه من المعاني العظيمة! قال الله تعالى عنها: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨)} [الرعد: ٢٨].

فكانت هذه البيوع منتشرةً في الجاهلية، ثم جاء الإسلام فطهَّر ذلك المجتمع من تلك المفاسد، لذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خِيَارُكُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا" (٤).


(١) أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في "المعجم الكبير" (١٨/ ١٢، ١٣) عن العداء بن خالد.
وأخْرَجه أحمد في "المسند" (٢٣٤٨٩) من حديث رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصحح إسناده الأرناؤوط.
(٢) لم أقف على قائل البيت الأول، والبيت الثاني من الوافر ينسب لنهار بن توسعة اليشكري كما في: "الكامل" لابن المبرد (٣/ ١٣٣)، ونسبه الزمخشري في "ربيع الأبرار" (٤/ ١٨٧) والأبشيهي في "المستطرف" (ص ١٤٣) لسلمان الفارسي - رضي الله عنه -.
(٣) أخرجه أبو داود (٣١١٦) عن معاذ، وصحَّحه الأَلْبَانيُّ في "صحيح الجامع" (٦٤٧٩).
(٤) هو جزء من حديث أخرجه البخاري (٣٣٧٤) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>