للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الحسن أيضًا لم يرو عنه سمرة بن جندب إلا حديثًا واحدًا هو حديث العقيقة (١).

وهذا الحديث - أي: حديث عهدة الرقيق - رواه الترمذي والإمام أحمد (٢). وأخرجه ابن ماجه، وجاء بلفظ آخر "عهدة الرقيق أربع" وهذا عند ابن ماجه (٣).

فنتكلم أولًا عن هذا الحديث، لأنه عمدة المالكية، فإن صح هذا الحديث يكون حجة قوية ويلزم كل إنسان أن يعمل به، وإن لم يصح الحديث فلا يبقى حجة، ويبقى مذهب الأئمة الثلاثة هو الأقوى فمدار


= الحسن إن شاء الله عن سمرة بن جندب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عهدة الرقيق ثلاثة أيام".
قال الأرناؤوط في حاشية سنن ابن ماجه: "رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن الحسن - وهو البصري - لم يصرح بسماعه من سمرة، وقد اختلف في هذا الحديث أيضًا، فمرة يروى عن الحسن، عن سمرة، ومرة عن الحسن، عن عقبة بن عامر، واختلف كذلك في لفظه. ومع ذلك فقد صحح إسناده ابن التركماني في "الجوهر النقي" (٥/ ٣٢٣ - ٣٢٤) من حديث الحسن، عن سمرة! سعيد: هو ابن أبي عروبة. وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" (١/ ٣٩٢): ليس هذا الحديث عندي بصحيح، وهذا عندي مرسل، ومال إلى تصحيحه من حديث سمرة الطحاوي في "شرح المشكل" (١٥/ ٣٧٤) ".
(١) يُنظر: "الأحكام الوسطى"، لعبد الحق الأشبيلي (١/ ٤١٤)، وفيه قال: الصحيح أن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة.
(٢) أخرجه أبو داود (٣٥٠٦)، وأحمد (١٧٣٨٤) عن الحسن، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عهدة الرقيق ثلاثة أيام".
أما رواية الترمذي فلم أجدها ولم أقف على من ذكرها. انظر: "كنز العمال"، للمتقي الهندي (٤/ ٩٣)، "الهداية في تخريج أحاديث البداية"، لأبي الفيض الغُمَارِي (٧/ ٣٣٨ - ٣٤٠).
(٣) هذا اللفظ أخرجه أحمد (١٧٣٥٨)، عن الحسن، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "عهدة الرقيق أربع ليال".
أما حديث ابن ماجه (٢٢٤٥) فأخرجه، عن الحسن، عن عقبة بن عامر، ولفظه: "لا عهدة بعد أربع".

<<  <  ج: ص:  >  >>