للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كسب يده (١)، وبعضهم كان يعمل في مِهَنٍ كثيرة؛ لأنَّهم يريدون أن يتلذذوا بالطعام؛ إذ إنَّ خير ما يأكله الرجل من كسبه (٢)، فهو أحسن ما تجد لذةً.

قوله: (فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِذَا كَانَ بِسِعْرِ يَوْمِهِ).

بسعر يومه؛ لأنَّ الدينار يرتفع وينخفض، ومثله الدرهم. وبقيَّة الحديث: "مَا لَمْ تَفْتَرِقَا وَبَيْنَكُمَا شَيْءٌ"؛ "ما لم" استثناء "تفترقا وبينكما شيء" بمعنى: صُفِّيَ الحساب فأخذت حقَّك وأخذ الآخر حقَّه دون تأجيل، وهذا يدل على تأكيد القبض في المجلس، فبيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، أو العكس لا بُدَّ فيه من التقابض إلى جانب التماثل.

قوله: (خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ).

هذا الحديث الذي أخرجه الخمسة، وإذا أُطلق لفظ "الخمسة" قُصِد أصحابُ السُّنن: (أبو داود (٣)، والترمذي (٤)، والنسائي (٥)، وابن ماجه (٦)) ومعهم: (الإمام أحمد في مسنده) (٧). وهو حديث صحيح (٨)،


(١) قال صالح ابن الإمام أحمد: "وكان - أبي - ربما أخذ القدوم، وخرج إلى دار السكان، يعمل الشيء بيده". انظر: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي (١١/ ٢٠٩).
(٢) معنى حديث أخرجه أحمد في "المسند" (١٧٢٦٥)، وغيره، عن رافع بن خديج، قال: قيل: يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ قال: "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور"، وحسنه الأرناوؤط لغيره.
(٣) سبق تخريج رواية أبي داود.
(٤) أخرجه الترمذي (١٢٤٢).
(٥) أخرجه النسائي (٤٥٨٢).
(٦) أخرجه ابن ماجه (٢٢٦٢).
(٧) أخرجه أحمد (٥٥٥٥).
(٨) قال ابن عبد الهادي. "هذا الحديث رواه أصحاب "السنن الأربعة" من حديث سِماك، وصحَّحه الدارقطنِيّ، والحاكم". انظر: "تنقيح التحقيق" (٤/ ٥٢).
لكن المحققين على تضعيفه، قال ابن الملقن: "سئل شعبة عن هذا الحديث، فقيل له: يا أبا بسطام حدثنا حديث سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر في اقتضاء الورق من الذهب، والذهب من الورق. فقال: شعبة، عن أيوب، عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>