للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثالثًا: حديث أبي سعيدٍ -رضي الله عنه- في رقية اللديغ على قطيعٍ من الغنم (١).

رَابعًا: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله" (٢)، قالوا: هذا نصٌّ في المسألة، وقوله: "أحق"، أي: أعظم، ففيه دليلٌ على جواز أخذ الأجرة على الإمامة، وتعليم القرآن.

أدلة القائلين بعدم الجواز:

أوَّلًا: حديث عثمان بن أبي العاص، وفيه: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمامًا في قومي، فقال لَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنْتَ إمَامهم، فَاقْتَدِ بأَضْعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا" (٣).

وفي بعض الروايات قال: إن آخر ما عهد إليَّ رسول الله أنِ اتخذ


= فقال: "ما لي في النساء من حاجة"، فقال رجل: زوجنيها، قال: "أعطها ثوبًا"، قال: لا أجد، قال: "أعطها ولو خاتمًا من حديد"، فاعتل له، فقال: "ما مَعَك من القرآن؟ "، قال: كذا وكذا، قال: "فقد زَوَّجتكها بما معك من القرآن".
(١) أخرجه البخاري (٢٢٧٦) ومسلم (٢٢٠١)، عن أَبي سَعِيدٍ -رضي الله عنه-، قال: انطلق نَفَرٌ من أصحاب النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في سَفْرةٍ سافروها، حتى نَزَلوا على حيِّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فَسَعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيءٍ؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا بِرَاقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلًا، فصالحوهم على قطيعٍ من الغنم، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فكأنما نشط منَ عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جُعْلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فنَذْكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فَقَدموا على رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنها رقية"، ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهمًا"، فضحك رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-.
(٢) أخرجه البخاري (٥٧٣٧).
(٣) أخرجه أبو داود (٥٣١) وغيره، وصَحَّحه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (١٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>