(١) أخرجه البخاري (٢٢٧٦) ومسلم (٢٢٠١)، عن أَبي سَعِيدٍ -رضي الله عنه-، قال: انطلق نَفَرٌ من أصحاب النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في سَفْرةٍ سافروها، حتى نَزَلوا على حيِّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فَسَعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيءٍ؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا بِرَاقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلًا، فصالحوهم على قطيعٍ من الغنم، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فكأنما نشط منَ عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جُعْلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فنَذْكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فَقَدموا على رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنها رقية"، ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهمًا"، فضحك رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-. (٢) أخرجه البخاري (٥٧٣٧). (٣) أخرجه أبو داود (٥٣١) وغيره، وصَحَّحه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (١٤٩٢).