للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله: (فَوَجَبَ أَنْ لَا يَتَعَدَّى بِهَا مَحِلَّهَا الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ السَّنَةُ. وَأَمَّا مَالِكٌ فَرَأَى أَنَّهَا رُخْصَةٌ يَنْقَدِحُ فِيهَا سَبَبٌ عَامّ، فَوَجَبَ تَعْدِيَةُ ذَلِكَ إِلَى الْغَيْرِ).

بل لفظ الحديث: "من زرع أو ثمر".

• قوله: (وَقَدْ يُقَاسُ عَلَى الرُّخَصِ عِنْدَ قَوْمٍ إِذَا فُهِمَ هُنَالِكَ أَسْبَابٌ أَعَمُّ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي عُلِّقَتِ الرُّخَصُ بِالنَّصِّ بِهَا، وَقَوْمٌ مَنَعُوا الْقِيَاسَ عَلَى الرُّخَصِ، وَأَمَّا دَاوُدُ فَهُوَ يَمْنَعُ الْقِيَاسَ عَلَى الْجُمْلَةِ، فَالْمُسَاقَاةُ عَلَى أُصُولِهِ مُطَّرِدَةٌ).

يحني يمنع القياس جملة وتفصيلًا، فأهل الظاهر لا يرون القياس، مع أن الله تعالى يقول: {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} والاعتبار هو نوع من المقايسة، وعد العلماء ذلك دليلًا من الكتاب، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قاس في قصة الرجل الذي جاءه وقال بأن امرأته ولدت غلامًا يخالف لون أبيه وأمه (١)، وفعل الصحابة - رضي الله عنه -، والقياس الصحيح لا يعارض نصًّا، ولا يعارضه نص صريح؛ لأنه يلتقي مع الفطرة، وهذا الدين إنما هو دين الفطرة؟ فطرة الله التي فطر الناس عليها.

ومعلومة قصة الجارية التي أحضرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد جاء بها الصحابي ليعتقها، فسألها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: "أين الله؟ ". قالت: في السماء. قال له: "أعتقها؟ فإنها مؤمنة" (٢).


(١) أخرجه البخاري (٧٣١٤)، ومسلم (١٥٠٠) عن أبي هريرة: أن أعرابيًّا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلامًا أسود، وإني أنكرته! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك من إبل؟ ". قال: نعم. قال: "ما ألوانها؟ ". قال: حمر. قال: "فهل فيها من أورق؟ ". قال: نعم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فأنى هو؟ ". قال: لعله يا رسول الله يكون نزعه عرق له. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وهذا لعله يكون نزعه عرق له".
(٢) أخرجه مسلم (٥٣٧) عن معاوية بن الحكم السلمي قال: وكانت لي جارية ترعى =

<<  <  ج: ص:  >  >>