للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتساهلون به في هذا الزمان، فالشهيد يُغفَر له كلُّ شيء إلا الدين (١)، إلا شهيد البحر فإن الله تعالى يُرضي غريمَه (٢)، والتعليلات التي ذكرها المؤلف هي التي ذكرها العلماء.

* قوله: (وَمِنْ مَسَائِلِ هَذَا البَابِ المَشْهُورَةِ: اخْتِلَافُهُمْ فِي نَمَاءِ الرَّهْنِ المُنْفَصِلِ، مِثْلُ الثَّمَرَةِ فِي الشَّجَرِ المَرْهُونِ، وَمِثْلُ الغَلَّةِ، وَمِثْلُ الوَلَدِ هَلْ يَدْخُلُ فِي الرَّهْنِ أَمْ لَا؟).

و"الغلَّة": هي الأجرة التي يحصل عليها العامل نظيرَ شغله (٣).

* قوله: (فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ نَمَاءَ الرَّهْنِ المُنْفَصِلِ لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنْهُ فِي الرَّهْنِ).

وهذا هو مذهب الشافعي.

* قوله: (أَعْنِي: الَّذِي يَحْدُثُ مِنْهُ فِي يَدِ المُرْتَهِنِ، وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا القَوْلِ الشَّافِعِيُّ).

وهو يستدلُّ بحديث: "لَه غُنْمه، وعليه غُرْمه" (٤)، فهذه هي وجهة


(١) أخرجه مسلم (١٨٨٦) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين".
(٢) يشير إلى الحديث الذي أخرجه ابن ماجه (٢٧٧٨) عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "شهيد البحر مثل شهيدي البر، والمائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر، وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله، وإن الله عَزَّ وَجَلَّ وكل ملك الموت بقبض الأرواح، إلا شهيد البحر، فإنه يتولى قبض أرواحهم، ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها، إلا الدين، ولشهيد البحر الذنوب والدين". وضعفه الألباني في "إرواء الغليل" (١١٩٥).
(٣) "الغلة": كل ما يحصل من ريع أرض أو كرائها أو أجرة غلام أو نحو ذلك، وقد أغلت الضيعة فهي مغلة أي ذات غلة. انظر: "المغرب في ترتيب المعرب"، لبرهان الدين الخوارزمي (ص ٣٤٤).
(٤) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>