للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القصد {بَلَغُوا النِّكَاحَ}، أي: الزواج، وأصبحوا فيه مكلفين (١)، فما هي علامات البلوغ؟ هناك علامات ثلاث يشترك فيها الذكور والإناث:

الأولى: بلوغ الحلم: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ}، أي: هو البلوغ المراد به ظهور الماء الذي يعرف بالمني من القبل بالنسبة للرجال والنساء (٢).

الثانية: الإنبات، وليس المراد بالإنبات مجرد الزغب الذي يسمى الشيء الخفيف (٣)، إنما هو الشعر الخشن الذي نصَّ عليه الفقهاء، وهذا الذي ينبت بالنسبة للذكر حول الذكر وبالنسبة للأنثى حول قبلها (٤).


(١) قال ابن زيد في قوله: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ}، قال: "اختبروه في رأيه وفي عقله كيف هو إذا عرف أنه قد أنس منه رشد دفع إليه ماله "، قال: "وذلك بعد الاحتلام". انظر: "تفسير الطبري" (٦/ ٤٠٣).
(٢) مذهب الأحناف، يُنظر: "الدر المختار"، للحصكفي (٦/ ١٥٣)، قال: " (بلوغ الغلام بالاحتلام والإحبال والإنزال)، والأصل هو: الإنزال (والجارية بالاحتلام … ) ".
ومذهب المالكية، يُنظر: "الشرح الكبير" للشيخ الدردير (٣/ ٢٩٣) قال: " (أو الحلم)، أي: الأنزال مطلقًا، وإن كان الأصل فيه الإنزال في النوم".
ومذهب الشافعية، يُنظر: "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع"، للشربيني (٢/ ٣٠٢)، قال: "والبلوغ يحصل … أو بإمناء، لآية {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ}، والحلم: الاحتلام، وهو لغة ما يراه النائم، والمراد به هنا خروج المني في نوم أو يقظة بجماع أو غيره".
ومذهب الحنابلة، يُنظر: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (٢/ ١٧٣)، قال: " (وبلوغ ذكر وإمناء) باحتلام أو غيره لقوله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ} ".
(٣) قال الخليل الفراهيدي: "الزَّغَبُ: صغار الريش لا يجود ولا يطوِل. ورجل زَغِبٌ، ورقبةٌ زَغْباءُ. والزَّغَبُ: ما يعلو ريش الفرخ. والزُّغابة: أصغر الزَّغب. وزغب الفرخ تزغيبًا. والزغب: شعر المهر أول ما ينبت". انظر: "العين" (٤/ ٣٨٥).
(٤) وهذه العلامة اعتبرها الجمهور إلا الحنفية.=

<<  <  ج: ص:  >  >>