أما بالنسبة للمائي، فالله سبحانه وتعالى، يقول:{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ}[المائدة: ٩٦]، وسيأتي معنا، وربَّما المؤلف يعرض لهذه ليحل لكم صيد البحر الذي هو السمك، والذي هو يُصَاد، وطعَامه الذي هو يَطفُو، أو هو ميتة … علَى خِلَافٍ بَيْن العلَماء في هذه المسألة.
أَيْ: أنَّ المُؤلِّف يُشير إلى الفَرْق بين حَيوَانات البَحر، وبين حَيوانات البرِّ؛ فحيوانات البحر الَّتي هي السمك الذي يُصاد بجميع أنواعه، أو الذي يطفو أيضًا يلفظه البحر، هذا يعتبر أيضًا مباحًا، وهناك الآية:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}[المائدة: ٣]، وهي عامة، وسيأتي ذلك، وأنه يريد به الخصوص، والصحيح أنه عام مخصوص، لأنه أيضًا مما استُثْنِي منه:"أُحِلَّتْ لنَا مَيْتتَان ودَمَان"(١)، وسيأتي الكلام عن ذلك أيضًا.
* قوله:(وَعَلَى بَوْلِ ابْنِ آدمَ وَرَجِيعِهِ).
" رَجيعه"، أَيْ: ما يَخرُج منه مِنَ الغَائط، لأن الإنسان يأخذ الطعام فكأنه يردُّه، أَيْ: يرجعه مرةً أخرى ويرده، ولذلك سموه رجيعًا، فبعضهم بدل أن يذكر الغائط يقول: الرجيع.
(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٥٧٢٣) وغيره، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُحلَّت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال"، وحَسَّنه الأرناؤوط.