للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد انعقد الإجماع (١) على أنَّ المقصود بهذه الآية هم الإخوة للأم فقط، وقد قُرئ: {ووله أخ أو أخت من أمه} (٢)، فجاءت هذه القراءة لتؤكد أن المراد بالإخوة هنا إنما هم الإخوة لأم.

• قوله: (وَكذَلِكَ أَجْمَعُوا - فِيمَا أَحْسَبُ - هَاهُنَا عَلَى أَنَّ الْكَلَالَةَ هِيَ فَقْدُ الْأَصْنَافِ الْأَرْبَعَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مِنَ النَّسَبِ - أَعْنِي: الْآبَاءَ وَالْأَجْدَادَ وَالْبَنِينَ وَبَنِي الْبَنِينَ -).

نصَّ العلماء على أنَّ الكلالة (٣) من لا والد له ولا ولد، ونُقل ذلك عن أبي بكر وعمر وغيرهما (٤)، ويدخل فيها - أي: الكلالة - التفصيل الذي ذكره المؤلف في ميراث الإخوة لأم؛ قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ


(١) يُنظر: "تفسير القرطبي" (٥/ ٧٨) قال: "فأمَّا هذه الآية فأجمع العلماء على أن الإخوة فيها عنى بها الإخوة للأمِّ".
(٢) وهي قراءة سعد بن أبي وقاص، كما أخرجها الطبري في "تفسيره" (٨/ ٦٢) عن القاسم بن ربيعة قال: سمعت سعد بن أبي وقاص قرأ: {وإن كان رجل يورث كلالة وله أخ أو أخت من أمه}.
(٣) و"الكلالة": مصدر الكل … وهو الذي لا ولد له ولا والد له؛ بل له إخوة وأخوات. انظر: "طلبة الطلبة" للنسفي (ص ١٧٠).
(٤) "الكلالة": مصدر من تكلله النسب؛ أي: أحاط به .... فإذا مات الرجل وليس له ولد ولا والد فورثته كلالة. هذا قول أبي بكر الصديق وعمر وعلي وجمهور أهل العلم. انظر: "تفسير القرطبي" (٥/ ٧٦).
أمَّا أثر أبي بكر وعمر: فقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١٠/ ٣٠٤) عن الشعبي، قال: "كان أبو بكر يقول: الكلالة من لا ولد له، ولا والد. قال: وكان عمر يقول: الكلالة من لا ولد له". فلما طعن عمر قال: "إني لأستحيي الله أن أخالف أبا بكر؛ أرى الكلالة ما عدا الولد والوالد".
أما أثر عليٍّ: فقد ذكره ابن المنذر في "الإشراف على مذاهب العلماء" (٤/ ٣٢٥) فقال: "واختلفوا في الأب؛ فروي عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت والحكم، والزهري، أنهم قالوا: الكلالة ما عدا الولد والوالد".

<<  <  ج: ص:  >  >>