للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ما لكِ في كتاب الله شيء"، وفي رواية: "لا أجد لك في كتاب الله شيء" (١)، أي: مما يتعلق بميراثك، فسأل الناس فشهد المغيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدس، فقال أبو بكر: "هل معك غيرك؟ "، وذلك ليستوثق، فشهد محمد بن مسلمة على ذلك فأعطاها السدس.

• قوله: (وَرَوَى مَالِكٌ (٢) أَيْضًا أَنَّهُ أَتَتِ الْجَدَّتَانِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ السُّدُسَ لِلَّتِي مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ، فَقَالَ لَهُ رَجُل: أَمَا إِنَّكَ تَتْرُكُ الَّتِي لَوْ مَاتَتْ وَهُوَ حَيٌّ كَانَ إِيَّاهَا يَرِثُ، فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ السُّدُسَ بَيْنَهُمَا. قَالُوا: فَوَاجِبٌ أَنْ لَا يَتَعَدَّى فِي هَذَا هَذِهِ السُّنَّةَ وَإِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ).

وجاء في بعض الروايات تسمية هذا الرجل كما في "الموطأ"، ولا شك أن رأيه كان صوابًا، ولذا رجع إليه أبو بكر - رضي الله عنه -.

• قوله: (وَأَمَّا عُمْدَةُ مَنْ وَرَّثَ الثَّلَاثَ جَدَّاتٍ؛ فَحَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: "أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَّثَ ثَلَاثَ جَدَّاتٍ: اثْنَتَيْنِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ، وَوَاحِد مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ" (٣).

وعلى هذا يكون الحديث مرسلًا؛ لأن إبراهيم - وهو النخعي - لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاء كذلك من طريق إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد، وهو مرسل أيضًا، وجاء كذلك عن الحسن مرسلًا (٤)، والمرسل الصحيح (٥) حجة عندهم.


(١) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١٠/ ٢٧٤)، ولفظه: وفيه " … لا أجد لك في الكتاب شيئًا … الحديث".
(٢) أخرجه مالك في "الموطأ" (٢/ ٥١٣) (٥).
(٣) أخرجه الدارقطني (٥/ ١٦١)، وضعفه الألباني في "إرواء الغليل" (١٦٨٢).
(٤) أخرجه أبو داود في "المراسيل" (ص ٢٦١)، والبيهقي في الكبرى (٦/ ٣٨٧).
(٥) الاحتجاج بالمرسل مذهب مالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل في أشهر الروايتين عنه، وجماهير المعتزلة كأبي هاشم. وفصل عيسى بن أبان فقبل مراسيل الصحابة =

<<  <  ج: ص:  >  >>