وهذا الذي أشرنا إليه من قبل بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - شبَّه الولاء، وقال بأنه لحمة كلحمة النسب، والقصد هنا الارتباط، فالرابط بين المعتِق والمعتَق هي رابطة قوية كالعلاقة التي تجمع بين الأب وابنه، كعلاقة اللحمة التي تكون بينهما، فهنا علاقة وهناك علاقة، وهما متشابهان فيها وقد بيَّنت ذلك فيما مضى.
وهذه قد أشرنا إليها وقلنا كأن هذا الرقيق غير موجود؛ لأنه سلعة تباع وتشترى فلا يملك شيئًا، وقد مر أنه إذا بيع فماله إن كان قد ملكه سيده فهو لسيده إلا أن يشترط ذلك المبتاع، فهو لا يتصرف ولا يملك شيئًا، فأصبح كأن لم يكن، لذلك عندما يأتي العلماء فيعدون أسباب التخفيف في الشريعة الإسلامية فيأتون إلى ما يتعلق بالنقص، يعني: من أسباب التخفيف التنقص فيعدون من ذلك الرقيق.
قوله:(أَصْلُة إِذَ أَعْتَقَهُ مِنْ نَفْسِهِ).
قياسًا على إعتاقه له عن نفسه لا عن غيره، فكما أنه إذا أعتقه عن
(١) أخرجه ابن حبان (١١/ ٣٢٦)، والدارمي (٣٢٠٣)، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (١٦٦٨).