للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاللّه تعالى يقول: {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا} وكذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهذا توضيح مني - لرجل: "ترى الشمس"؟ يقول الرجل: نعم. قال: "على مثلها فاشهد أو دع" (١).

وهكذا نرى في مثل هذا المقام، وقد عرف اليهود بالقتل، بل تجاوزوا إلى أن قتلوا الأنبياء فليس ذلك بغريب عليهم، لكن انظر إلى حيطة المسلم وتوقفه؛ فإنهم قالوا: هذا أمر لم نشهده فكيف نشهد؟ ولم نره حتى نقول، فقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "تبرئكم إذن يهود بخمسين يمينًا" يعني اليهود يحلفون خمسين يمينًا، فقالوا: يا رسول اللّه، هم كفار، فكيف تقبل شهادتهم وهم كفار؟!

ما أسهل اليمين عندهم! الذين خططوا لرسول للّه - صلى الله عليه وسلم -، والذين بنوا مسجد الضرار (٢)، والذين أرادوا أن يقتلوا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - (٣) لا يوثق


(١) أخرجه الحاكم فى المستدرك (٤/ ١١٠) ومن طريقه البيهقيّ في الكبرى (١٠/ ٢٦٣) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يشهد بشهادة، فقال لي: "يا ابن عباس، لا تشهد إِلَّا على ما يضيء لك كضياء هذا الشمس" وأومأ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى الشمس. والحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي فقال: بل هو - يعني محمد بن سليمان - واهٍ، وقال البيهقيّ: لم يُرو من وجه يُعتمد عليه.
(٢) يُنظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٨/ ٢٥٣) حيث قال: "قال أهل التفسير: إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه، فحسدهم إخوانهم بنو غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجدًا ونبعث إلى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يأتينا فيصلي لنا كما صلى في مسجد إخواننا، ويصلي فيه أبو عامر إذا قدم من الشام، فأتوا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول الله، قد بنينا مسجدًا لذي الحاجة، والعلة والليلة المطيرة، ونحب أن تصلي لنا فيه وتدعو بالبركة، … فلما انصرف النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - من تبوك أتوه وقد فرغوا منه وصلوا فيه الجمعة والسبت والأحد، فدعا بقميصه ليلبسه وياتيهم فنزل عليه القرآن بخبر مسجد الضرار، فدعا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مالك بن الدخشم ومعن بن عدي … ، فقال: "انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه" فخرجوا مسرعين، وأخرج مالك بن الدخشم من منزله شعلة نار، ونهضوا فأحرقوا المسجد وهدموه، وكان الذين بنوه اثني عشر رجلًا".
(٣) في أكثر من حديث منها: ما أخرجه البخاري (٢٦١٧) ومسلم (٢١٩٠) عن أنس أن امرأة يهودية أتت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>