للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المِصْرِ وَخَارِجَهُ سَوَاءٌ (١)، وَاشْتَرَطَ الشَّافِعِيُّ (٢) الشَّوْكَةَ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَشْتَرِطِ العَدَدَ، وَإِنَّمَا مَعْنَى الشَّوْكَةِ عِنْدَهُ قُوَّةُ المُغَالَبَةِ، وَلِذَلِكَ يُشْتَرَطُ فِيهَا البُعْدُ عَنِ العُمْرَان؛ لِأَنَّ المُغَالَبَةَ إِنَّمَا تَتَأَتَّى بِالبُعْدِ عَنِ العُمْرَان. وَكَذَلِكَ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ (٣): " إِنَّهُ إِذَا ضَعُفَ السُّلْطَانُ، وَوُجِدَتِ المُغَالَبَةُ فِي المِصْرِ - كَانَتْ مُحَارَبَةً "، وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ، فَهُوَ عِنْدَهُ اخْتِلَاسٌ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: " لَا تَكُونُ المُحَارَبَةُ فِي المِصْرِ ") (٤).

هذا التَّفصيلِ راجعٌ إلى الشرط الأول، واختلف العلماء فيمَنْ حارب داخل المِصْرِ، فَذهب مالكٌ (٥) وكثيرٌ من الحنابلة (٦) إلى أن داخل المصر وخارجه سواء.

وَاشتَرط الشافعيُّ (٧) رَحِمَهُ اللهُ وبعض الحنابلة (٨) الشوكة، أي: القوة


(١) يُنظر: " الكافي " لابن عبد البر (٢/ ١٠٨٩) حيث قال: " والمحاربة عند مالك في المصر وخارج المصر سواء ".
(٢) يُنظر: " روضة الطالبين " للنووي (١٠/ ١٥٤) حيث قال: " قطاع الطرق فيه أطراف، الأول: في صفتهم، وتعتبر فيهم الشوكة ".
(٣) يُنظر: " روضة الطالبين " للنووي (١٠/ ١٥٥) حيث قال: " ولو خرج جماعة في المصر فحاربوا، أو أغار عسكر على بلدة أو قرية، أو خرج أهل أحدٍ طرفي البلد على الطرف الآخر، وكان لا يلحق المقصودين غوث لو استغاثوا، فهم قطاع طريق، وإنْ كان يلحقهم غوث، فهم منتهبون ليسوا قطاعًا، وامتناع لحاق الغوث لضعف السلطان أو لبُعْده وبُعْد أعوانه ".
(٤) يُنظر: "المبسوط" للسرخسي (٩/ ٢٠١) حيث قال: " وإذا قطعوا الطريق في المصر أو بين الكوفة والحيرة أو ما بين قريتين على قوم مسافرين، لم يلزمهم حد قطاع الطريق ".
(٥) تقدم.
(٦) يُنظر: " الكافي " لابن قدامة (٤/ ٦٨) حيث قال: " وقال جماعةٌ من أصحابنا: هم محاربون حيث كانوا؛ لعموم الآية فيهم، ولأن ضررهم في المصر أعظم، فكانوا بالحد أولى ".
(٧) تقدم.
(٨) يُنظر: " المغني " لابن قدامة (٩/ ١٤٥) حيث قال: " الشرط الثاني: أن يكون معهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>