ربيعة: ربيعة الكبرى، وهو ربيعة بن مالك بن زيد مناة، ويلقب ربيعة الجوع، وربيعة الوسطى، وهو ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة؛ وربيعة الصغرى، وهو ربيعة بن مالك بن حنظلة. وكل واحد منهم عم الآخر.
[مفاخرة ربيعة]
قال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه؛ خبّروني عن حيّ من أحياء العرب فيهم أشد الناس، وأسخى الناس، وأخطب الناس، وأطوع الناس في قومه، وأحلم الناس، وأحضرهم جوابا. قالوا: يا أمير المؤمنين، ما نعرف هذه القبيلة، ولكن ينبغي لها أن تكون في قريش. قال: لا. قالوا: ففي حمير وملوكها. قال: لا. قالوا: ففي مضر.
قال: لا. قال مصقلة بن رقيّة العبدي: فهي إذا في ربيعة ونحن هم. قال: نعم. قال جلساؤه: ما نعرف هذا في عبد القيس إلا أن تخبرنا به يا أمير المؤمنين. قال: نعم؛ أما أشد الناس فحكيم بن جبل، كان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقطعت ساقه فضمّها إليه حتى مر به الذي قطعها فرماه بها فجدله عن دابته، ثم جثا إليه فقتله واتكأ عليه، فمر به الناس فقالوا له: يا حكيم، من قطع ساقك؟ قال: وسادي هذا. وأنشأ يقول:
يا ساق لا تراعي إن معي ذراعي أحمي بها كراعي «١» وأما أسخى الناس، فعبد الله بن سوّار، استعمله معاوية على السند، فسار إليها في أربعة آلاف من الجند، وكانت توقد معه نار حيثما سار، فيطعم الناس؛ فبينما هو ذات يوم إذ أبصر نارا، فقال: ما هذه؟ قالوا: أصلح الله الأمير، اعتل بعض أصحابنا فاشتهى خبيصا فعملنا له. فأمر خبازه أن لا يطعم الناس إلا الخبيص، حتى صاحوا وقالوا: أصلح الله الأمير، ردّنا إلى الخبز واللحم! فسمي مطعم الخبيص.
وأما أطوع الناس في قومه، فالجارود بشر بن العلاء؛ إنه لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم وارتدت العرب، خطب قومه فقال: أيها الناس، إن كان محمد قد مات فإن الله حيّ