قيل لابي عمرو بن العلاء: اي بيت تقوله العرب أشعر؟ قال: البيت الذي إذا سمعه سامعه سوّلت له نفسه ان يقول مثله، ولأن يخدش أنفه بظفر كلب أهون عليه من أن يقول مثله وقيل للاصمعي: أي بيت تقوله العرب اشعر؟ قال: الذي يسابق لفظه معناه وقيل للخليل: أي بيت تقوله العرب اشعر؟ قال: البيت الذي يكون في أوله دليل على قافيته.
وقيل لغيره: أي بيت تقوله العرب أشعر؟ قال: البيت الذي لا يحجبه عن القلب شيء.
وأحسن من هذا كله قول زهير:
وإنّ أحسن بيت أنت قائله ... بيت يقال إذا أنشدته: صدقا
[أحسن ما يجتلب به الشعر]
قالت الحكماء: لم يستدع شارد الشعر بأحسن من الماء الجاري، والمكان الخالي، والشرف العالي.
[ابو العتاهية وابن هانىء]
وتأوّل بعضهم «الحالي» يريد الحالي بالنّوار، يعني الرياض، وهو توجيه حسن ولقي ابو العتاهية الحسن بن هانىء، فقال له: أنت الذي لا تقول الشعر حتى تؤتى بالرياحين والزهور فتوضع بين يديك؟ قال: وكيف ينبغي للشعر أن يقال إلا على هكذا؟ قال: أما إني اقوله على الكنيف «١» ! قال: ولذلك توجد فيه الرائحة.
قال عبد الملك بن مروان لأرطاة بن سهيّة: هل تقول الآن شعرا؟ قال: ما