الجحد، ولكن خب كامن، وحسد مكمد، فبعدا للقوم الظالمين.
[وخطب أيضا]
قال يعقوب بن السكيت: خطب أبو جعفر المنصور يوم جمعة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس اتقوا الله ...
فقام إليه رجل فقال: أذكّرك من ذكرتنا به يا أمير المؤمنين.
قال أبو جعفر: سمعا سمعا لمن فهم عن الله وذكّر به، وأعوذ بالله أن أذكر به وأنساه فتأخذني العزة بالإثم؛ لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. وأما أنت- والتفت إلى الرجل فقال- والله ما الله أردت بها، ولكن ليقال: قام فقال فعوقب فصبر! وأهون بها! [ويلك] لو كانت العقوبة [فاهتبلها إذ عفرت] ؛ وأنا أنذركم أيها الناس أختها؛ فإن الموعظة علينا نزلت، وفينا انبثت.
ثم رجع إلى موضعه من الخطبة.
[وخطبة أيضا للمنصور بمكة]
وخطب بمكة فقال أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده؛ وحارسه على ماله، أعمل فيه بمشيئته وإرادته، وأعطيه بإذنه؛ فقد جعلني الله عليه قفلا، إن شاء أن يفتحني فتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم؛ فإن شاء أن يقفلني عليها أقفلني؛ فارغبوا إلى الله وسلوه في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم من فضله ما أعلمكم به في كتابه إذ يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً
«١» أن يوفقني للرساد وللصواب، وأن يلهمني الرأفة بكم والإحسان إليكم؛ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.