وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز: أما بعد؛ فكأنك بالدنيا لم تكن، وبالآخرة لم تزل. والسّلام.
وكتب إليه عمر: أما بعد فكأن آخر من كتب عليه الموت قد مات، والسّلام.
[بين سلمان وأبي الدرداء:]
ابن المبارك قال: كتب سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء: أما بعد؛ فإنك لن تنال ما تريد إلا بترك ما تشتهي، ولن تنال ما تأمل إلا بالصبر على ما تكره. فليكن كلامك ذكرا، وصمتك فكرا، ونظرك عبرا؛ فإن الدنيا تتقلب وبهجتها تتغير فلا تغترّ بها، وليكن بيتك المسجد. والسّلام.
فأجابه أبو الدرداء: سلام عليك، أما بعد؛ فإني أوصيك بتقوى الله، وأن تأخذ من صحتك لسقمك، ومن شبابك لهرمك، ومن فراغك لشغلك، ومن حياتك لموتك؛ ومن جفائك لمودّتك، واذكر حياة لا موت فيها في إحدى المنزلتين. إما في الجنة، وإما في النار؛ فإنك لا تدري إلى أيهما تصير.
[أبو موسى وعامر ابن عبد القيس:]
وكتب أبو موسى الأشعري إلى عامر بن عبد القيس: أما بعد؛ فإني عاهدتك على أمر وبلغني أنك تغيّرت، فإن كنت على ما عهدتك فاتق الله ودم «١» ، وإن كنت على ما بلغني فاتق الله وعد «٢» .
[ابن النضر وأخ له:]
وكتب محمد بن النضر إلى أخ: أما بعد؛ فإنك على منهج وأمامك منزلان لا بد لك من نزول أحدهما، ولم يأتك أمان فتطمئن، ولا براءة فتتكل.