يجيبك أحد غيره؛ هات يا بن هرمة. فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
له لحظات عن حفافي سريره ... إذا كرّها فيها عذاب ونائل
لهم طينة بيضاء من آل هاشم ... إذا اسودّ من كوم التراب القبائل
إذا ما أبى شيئا مضى كالذي أبى ... وإن قال إنّي فاعل فهو فاعل
فقال: حسبك! ها هنا بلغت، هذا عين الشعر، قد أمرت لك بخمسة آلاف درهم. فقمت إليه وقبلت رأسه وأطرافه ثم خرجت، فلما كدت أن أخفى على عينيه سمعته يقول: يا إبراهيم! فأقبلت إليه فزعا، فقلت: لبيك فداك أبي وأمي. قال:
احتفظ بها فليس لك عندنا غيرها! فقلت: بأبي وأمي أنت، أحفظها حتى أوافيك بها على الصراط بخاتم الجهبذ «١» .
[جعفر وابن الجهم]
: علي بن الحسين قال؛ أنشد عليّ بن الجهم جعفرا المتوكل شعره الذي أوله:
هي النفس ما حمّلتها تتحمّل
وكان في يد المتوكل جوهرتان، فأعطاه التي في يمينه؛ فأطرق متفكّرا في شيء يقوله ليأخذ التي في يساره، فقال: مالك مفكرا؟ إنما تفكر فيما تأخذ به الأخرى! خذها لا بورك لك فيها! فأنشأ يقول: