: قد مضى قولنا في السلطان وتعظيمه وما على الرعية من لزوم طاعته وإدامة نصحيته، وما على السلطان من العدل في رعيته والرفق بأهل مملكته. ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه في الحروب ومدار أمرها، وقود الجيوش وتدبيرها، وما على المدبّر لها من أعمال الخدمة، وانتهاز الفرصة، والتماس الغرّة، وإذكاء العيون، وإفشاء الطلائع، واجتناب المضايق، والتحفظ في البيات. هذا بعد معرفة أحكامها، وإحكام معرفته، وطول تجربته لها، ولمقاساة الحروب ومعاناة الجيوش، وعلمه أن لا درع كالصبر، ولا حصن كاليقين. ثم نذكر كرم الإقدام ومحمود عاقبته، ولؤم الفرار ومذموم مغبّته، والله المعين.