أتاه واليها وأشياخ البلد ... مستسلمين للإمام المعتمد
فوافقوا الرّحب من الإمام ... وأنزلوا في البرّ والإكرام
ووجّه الإمام في الظهيره ... خيلا لكي تدخل في الجزيره
جريدة قائدها ذرّيّ ... يلمع في متونها الماذيّ «١»
فاقتحموا في وعرها وسهلها ... وذاك حين غفلة من أهلها
ولم يكن للقوم من دفاع ... بخيل درى ولا امتناع
وفوضى الإمام عند ذلكا ... وقام صنديدا بما هنالكا «٢»
حتى إذا ما حل في المدينه ... وأهلها ذليلة مهينه
أقمعها بالخيل والرجال ... من غير ما حرب ولا قتال
وكان من أول شيء نظرا ... فيه وما روى له ودبّرا
تهدّم لبابها والسّور ... وكان ذاك أحسن التدبير
حتى إذا صيّرها براحا ... وعاينوا حريمها مباحا «٣»
أقرّ بالتشييد والتأسيس ... في الجبل النامي إلى عمروس «٤»
حتى استوى فيها بناء محكم ... فحلّه عامله والحشم
فعند ذاك أسلمت واستسلمت ... مدينة الدماء بعد ما عتت «٥»
[سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة]
فيها مضى عبد الحميد ملتئم ... في أهبة وعدّة من الحشم «٦»
حتى أتى الحصن الذي تقلّعا ... يحيى بن ذي النون به وامتنعا
فحطّه من هضبات ولب ... من غير تعنيت وغير حرب