أحلافنا من ربيعة. قال له سليمان بن عبد الملك: الذي تحالفتما عليه أعز منكما.
[عتبة وأعرابي:]
قدم أعرابي البصرة فدخل المسجد الجامع وعليه خلقان وعمامة قد كوّرها على رأسه، فرمي بطرفه يمنة ويسرة، فلم ير فتية أحسن وجوها ولا أظهر زيا من فتية حضروا حلقة عتبة المخزومي فدنا منهم وفي الحلقة فرجة فطبقها «١» ؛ فقال له عتبة: ممن أنت يا أعرابي؟ قال: من مذحج. قال: من زيدها الأكرمين، أو من مرادها الأطيبين؟
قال لست من زيدها ولا من مرادها. قال: فمن أيها؟ قال: فإني من حماة أعراضها، وزهرة رياضها، بني زبيد. قال: فأفحم عتبة حتى وضع قلنسوته عن رأسه، وكان أصلع؛ فقال له الأعرابي: فأنت يا أصلع، ممن أنت؟ قال: أنا رجل من قريش.
قال: فمن بيت نبوّتها، أو من بيت مملكتها؟ قال: إني من ريحانتها بني مخزوم. قال:
والله لو تدري لم سمّيت بنو مخزوم ريحانة قريش، ما فخرت بها أبدا؛ إنما سميت ريحانة قريش لخور «٢» رجالها ولين نسائها! قال عتبة: والله لا نازعت أعرابيّا بعدك أبدا.
[فيروز ونميلة:]
وضع فيروز بن حصين يده على رأس نميلة بن مالك بن أبي عكابة عند زياد، فقال: من هذا العبد؟ قال: أنت والله العبد؛ ضربناك فما انتصرت، ومننّا عليك فما شكرت.
[مالك بن مسمع وابن ظبيان:]
اجتمعت بكر بن وائل إلى مالك بن مسمع لأمر أراده مالك؛ فأرسل إلى بكر بن وائل، وأرسل إلى عبيد الله زياد بن ظبيان؛ فأتى عبيد الله فقال: يا أبا مسمع، ما