للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلان: أحدهما كريمة من كرائم رجالات العرب، وأعلام بيوتات الشرف، له أدب فاضل، وحلم راجح، ودين صحيح. والآخر له دين غير مغموز، وموضع غير مدخول، بصير بتقليب الكلام، وتصريف الرأي، وأنحاء الأدب، ووضع الكتب، عالم بحالات الحروب، وتصاريف الخطوب، يضع آدابا نافعة، وآثارا باقية، من تجميل محاسنك، وتحسين أمرك، وتحلية ذكرك. فتستشيره في حربك، وتدخله في أمرك. فرجل أصبته كذلك فهو يأوى إلى محلّتي، ويرعى في خضرة جناني؛ ولا تدع أن تختار لك من فقهاء البلدان، وخيار الأمصار. أقواما يكونون جيرانك وسمارك، وأهل مشاورتك فيما تورد، وأصحاب مناظرتك فيما تصدر. فسر على بركة الله، أصحبك الله من عونه وتوفيقه دليلا يهدي إلى الصواب قلبك، وهاديا ينطق بالخير لسانك.

وكتب في شهر ربيع الآخرة سنة سبعين ومائة ببغداد «١» .

باب في مداراة العدوّ

في كتاب للهند: أن العدو الشديد الذي لا تقوى له لا تردّ بأسه عنك بمثل الخشوع والخضوع له، كما أنّ الحشيش إنما يسلم من الريح العاصفة بلينه وانثنائه معها.

وقالوا: ازفن «٢» للقرد في دولته.

أخذه الشاعر فقال:

لا تعبدن صنما في فاقة نزلت ... وازفن بلا حرج للقرد في زمنه

وقال أحمد بن يوسف الكاتب: إذا لم تقدر أن تعضّ يد عدوّك فقبّلها.