حرب قيس وتميم يوم السوبان «١» : لبني عامر على بني تميم
قال أبو عبيدة: أغارت بنو عامر على بني تميم وضبة فاقتتلوا، ورئيس ضبة حسان ابن وبرة، وهو أخو النعمان لأمّه، فأسره يزيد بن الصعق، وانهزمت تميم، فلما رأى ذلك عامر بن مالك بن جعفر، حسده، فشدّ على ضرار بن عمرو الضّبي، وهو الرديم، فقال لابنه إذ همّ: أغنه عني. فشدّ عليه فطعنه، فتحوّل عن سرجه إلى جنب أبدائه «٢» ، ثم لحقه، فقال لأحد بنيه: أغنه عني. ففعل مثل ذلك، ثم لحقه، فقال لابن له آخر: أغنه عني. ففعل مثل ذلك، فقال: ما هذا إلا ملاعب الأسنّة، فسمّي عامر من يومئذ ملاعب الأسنة، فلما دنا منه قال له ضرار: إني لأعلم ما تريد، أتريد اللبن؟
قال: نعم! قال: إنك لن تصل إليّ ومن هؤلاء عين تطرف، كلهم بنيّ. قال له عامر:
فأحلني عن غيرك. فدلّه على حبيش بن الدلف، وقال: عليك بذلك الفارس. فشدّ عليه فأسره، فلما رأى سواده، وقصره، جعل يتفكر، وخاف ابن الدلف ان يقتله، فقال: ألست تريد اللبن؟ قال: بلى. قال: فأنى لك به. ونادى حسان بن وبرة نفسه من يزيد بن الصعق بألف بعير فداء الملوك، فكثر مال يزيد وبما، ثم أغار بعد ذلك يزيد بن الصعق على عصافير النعمان «٣» بذي ليان، وذو ليان: عن يمين القريتين «٤» .
يوم أقرن «٥» : لبني عبس على بني دارم
غزا عمرو بن عمرو بن عدس من بني دارم وهو فارس بني مالك بن حنظلة، فأغار على بني عبس وأخذ إبلا وشاء ثم أقبل، حتى إذا كان أسفل من ثنية أقرن، نزل فابتنى بجارية من السبي، ولحقه الطلب فاقتتلوا، فقتل أنس الفوارس ابن زياد