وعبد الله بن عباس في المسجد؛ فقام وقال لعكرمة: أقم وجهي نحوه يا عكرمة.
ثم قال هذا البيت:
إن يأخذ الله من عينيّ نورهما ... ففي فؤادي وعقلي منهما نور
وأما قولك يا ابن الزبير: إني قاتلت أم المؤمنين، فأنت أخرجتها وأبوك وخالك، وبنا سمّيت أمّ المؤمنين، فكنّا لها خير بنين، فتجاوز الله عنها، وقاتلت أنت وأبوك عليا؛ فإن كان عليّ مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم المؤمنين، وإن كان كافرا فقد بؤتم بسخط من الله بفراركم من الزّحف؛ وأما المتعة فإني سمعت علي بن أبي طالب يقول:
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم رخّص فيها فأفتيت بها، ثم سمعته ينهى عنها [فنهيت عنها] وأول مجمر «١» سطع في المتعة مجمر آل الزبير.
[مقتل عبد الله بن الزبير]
أبو عبيد عن حجاج عن أبي معشر قال: لما بايع الناس عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب بن الزبير ودخل الكوفة، قال له الحجاج: إني رأيت في المنام كأني أسلخ ابن الزبير من رأسه إلى قدميه. فقال له عبد الملك: أنت له فاخرج إليه. فخرج إليه الحجاج في ألف وخمسمائة حتى نزل الطائف، وجعل عبد الملك يرسل إليه الجيوش رسلا «٢» بعد رسل، حتى توافى إليه الناس قدر ما يظن أنه يقوى على قتال ابن الزبير، وكان ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين؛ فسار الحجاج من الطائف حتى نزل مني، فحج بالناس وابن الزبير محصور، ثم نصب الحجاج المجانيق على أبي قبيس وعلى قعيقعان ونواحي مكة كلها يرمي أهل مكة بالحجارة. فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها ابن الزبير، جمع ابن الزبير من كان معه من القرشيين؛ فقال: ما ترون؟
فقال رجل من بني مخزوم من آل بني ربيعة: والله لقد قاتلنا معك حتى لا نجد مقيلا، ولئن صبرنا معك ما نزيد على أن نموت وإنما هي إحدى خصلتين: إما أن تأذن لنا