ومر الحسن بقوم يضحكون في شهر رمضان، فقال: يا قوم، إنّ الله جعل رمضان مضمارا لخلقه يتسابقون فيه إلى رحمته؛ فسبق أقوام ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا؛ فالعجب من الضاحك اللاهي في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المتخلفون! أما والله لو كشف الغطاء لشغل محسنا إحسانه ومسيئا إساءته.
[عبد الله وضاحك:]
ونظر عبد الله بن ثعلبة إلى رجل يضحك مستغرقا، فقال له: أتضحك ولعل أكفانك قد أخذت من عند القصّار «١» ؟
وقال الشاعر:
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنا ... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
[النهي عن خدمة السلطان وإتيان الملوك]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من دخل على الملوك خرج وهو ساخط على الله.
[أبو جعفر وسفيان:]
أرسل أبو جعفر إلى سفيان، فلما دخل عليه قال: سلني حاجتك أبا عبد الله! قال:
وتقضيها يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم. قال: فإن حاجتي إليك أن لا ترسل إليّ حتى آتيك، ولا تعطيني شيئا حتى أسألك! ثم خرج؛ فقال أبو جعفر: ألقينا الحبّ إلى العلماء فلقطوا، إلا ما كان من سفيان الثوري، فإنه أعيانا فرارا.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الدخول على الأغنياء فتنة للفقراء.