[وفود أهل اليمامة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه]
وفد أهل اليمامة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بعد إيقاع خالد وقتله مسليمة الكذاب، فقال لهم أبو بكر: ما كان يقول صاحبكم؟ قالوا: أعفنا يا خليفة رسول الله. قال: لا بد أن تقولوا. قالوا: كان يقول: يا ضفدع كم تنقّين. لا الشراب تمنعين، ولا الماء تكدّرين، لنا نصف الأرض ولقريش نصفها، ولكن قريش قوم لا يعدلون. فقال لهم أبو بكر: ويحكم! ما خرج هذا من إلّ ولا بر، فأين ذهب بكم؟ قال أبو عبيد؛ الإل: الله تعالى. والبر الرجل الصالح.
[وفود عمرو بن معديكرب على مجاشع بن مسعود]
وفد عمرو بن معديكرب الزّبيدي على مجاشع بن مسعود السّلمي- وكانت بين عمرو وبين سليم حروب في الجاهلية- فقدم عليه البصرة يسأله الصلة، فقال له: اذكر حاجتك. فقال له: حاجتي صلة مثلي. فأعطاه عشرة آلاف درهم، وفرسا من بنات الغبراء، وسيفا جرازا «١» ، ودرعا حصينة، وغلاما خبازا؛ فلما خرج من عنده. قال له أهل المجلس: كيف وجدت صاحبك؟ قال لله بنو سليم! ما أشد في الهيجاء لقاءها، وأكرم في الّلأواء «٢» عطاءها، وأثبت في المكرمات بناءها. والله يا بني سليم، لقد قاتلناكم في الجاهلية فما أجبنّاكم، ولقد هاجيناكم فما أفحمناكم، ولقد سألناكم فما أبخلناكم:
فلله مسئولا نوالا ونائلا ... وصاحب هيج يوم هيج مجاشع