وقدّمت عائشة رضي الله عنها إلى النبي صلّى الله عليه وسلم صحفة «١» فيها خبز شعير وقطعة من كرش، وقالت: يا رسول الله، ذبحنا اليوم شاة فما أمسكنا منها غير هذا. فقال:«بل كلّها أمسكتم غير هذا» .
[العجز عن العمل]
[مؤرق وشاك:]
قال رجل لمؤرّق العجلي: أشكو إليك نفسي؛ إنها لا تريد الصلاة، ولا تستطيع الصبر على الصيام. قال: بئس الثناء [ما] أثنيت على نفسك، فإذا ضعفت عن الخير، فاضعف عن الشر؛ فإن الشاعر قال:
احزن على أنك لا تحزن ... ولا تسيء إن كنت لا تحسن
واضعف عن الشرّ كما تدّعي ... ضعفا عن الخير وقد يمكن
وقال بكر بن عبد الله: اجتهدوا في العمل، فإن قصّر بكم ضعف فأمسكوا عن المعاصي.
وقال الحسن رحمه الله: من كان قويا فليعتمد على قوّته في طاعة الله؛ وإن كان ضعيفا فليكّف عن معاصي الله.
وقال عليّ: لا تكن كمن يعجز عن شكر ما أوتي، فيبتغي الزيادة فيما بقي؛ وينهى الناس ولا ينتهي.
وكان الحسن إذا وعظ يقول: يا لها موعظة لو صادفت من القلوب حياة! أسمع حسيسا «٢» ولا أرى أنيسا، ما لهم تفاقدوا عقولهم؟ فراش نار وذباب طمع.
وكان ابن السماك إذا فرغ من موعظته يقول: ألسنة تصف، وقلوب تعرف، وأعمال تخالف.