قال ابن عياش: فلقيت الفرزدق في الكوفة، فقلت له: أخبرني عن قولك:
فليت الأكفّ الدافنات ابن يوسف ... يقطّعن.....
ما معناك في ذلك؟ فقال: وددت والله أن أرجلهم تقطع مع أيديهم.
[للفرزدق في ابن المهلب:]
قال ابن عياش: فلما هلك الوليد واستخلف سليمان استعمل يزيد بن المهلب على العراق وأمره بقتل آل أبي عقيل فقتلهم، فأنشأ الفرزدق يقول:
لئن نفر الحجّاج آل معتّب ... لقوا دولة كان العدو يدالها
لقد أصبح الأحياء منهم أذلة ... وموتاهم في النار كلحا سبالها «١»
وكانوا يرون الدائرات بغيرهم ... فصار عليهم بالعذاب انتقالها
وكنّا إذا قلنا اتّق الله شمّرت ... به عزّة لا يستطاع جدالها «٢»
ألكني إلى من كان بالصّين أورمت ... به الهند ألواحا عليها جلالها «٣»
هلمّ إلى الإسلام والعدل عندنا ... فقد مات من أرض العراق خبالها
ألا تشكرون الله إذ فك عنكم ... أداهم بالمهديّ صما ثقالها
وشيمت به عنكم سيوف عليكم ... صباح مساء بالعذاب استلالها «٤»
وإذ أنتم من لم يقل أنا كافر ... تردّى نهارا عثرة لا يقالها
قال ابن عياش: فقلت للفرزدق: ما أدري بأي قوليك نأخذ؛ أبمدحك في الحجاج حياته؛ أم هجوك له بعد موته؟ قال: إنما نكون مع أحدهم ما كان الله معه؛ فإذا تخلى عنه تخلينا عنه.