وأمّا المضمّن، فهو أن لا تكون القافية مستغنية عن البيت الذي يليها نحو قول الشاعر:
وهم وردوا الجفار على تميم ... وهم أصحاب يوم عكاظ أني «١»
شهدت لهم مواطن صالحات ... تنبّيهم بودّ الصّدر منّي
وهذا قبيح، لان البيت الاول متعلق بالبيت الثاني لا يستغني عنه، وهو كثير في الشعر.
وأما الإيطاء وهو أحسن ما يعاب به الشعر، فهو تكرير القوافي، وكلما تباعد الإيطاء كان أحسن، وليست المعرفة مع النكرة إيطاء، وكان الخليل يزعم أن كل ما اتفق لفظه من الاسماء والافعال، وإن اختلف معناه، فهو إيطاء، لان الإيطاء عنده إنما هو ترديد اللفظتين المتفقتين من الجنس الواحد، إذا قلت للرجل تخاطبه: أنت تضرب، وفي الحكاية عن المرأة: هي تضرب، فهو إيطاء وكذلك في قافية: أمر جلل، وأنت تريد تعظيمه، وهو في قافية أخرى: جلل، وأنت تريد تهوينه- فهو إيطاء.
... حتى إذا كان اسم مع فعل، وإن اتفقا في الظاهر، فليس بإيطاء، مثل اسم يزيد، وهو اسم ويزيد وهو فعل.
[باب ما يجوز في القافية من حروف اللين]
اعلم أن القوافي التي يدخلها حروف المد، وهي حروف اللين، فهي كل قافية حذف منها حرف ساكن وحركة، فتقوم المدة مقام ما حذف، وهو من الطويل «فعولن» المحذوف.